قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، إن الفلسطينيين لن يقبلوا بتهميش قضيتهم تحت ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية التكفيرية في المنطقة. وأضاف عباس في خطاب بثه تلفزيون فلسطين الرسمي بمناسبة الذكرى ال 50 لانطلاقة حركة (فتح) التي يتزعمها، «كنا أول من أدان الجماعات الإرهابية ووقف ضدها وعرى أهدافها المشبوهة باستعمال اسم فلسطين، ولطالما رفعنا صوتنا مطالبين برفع الظلم عن شعبنا وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي». واعتبر عباس أن «هزيمة هذه الجماعات (الإرهابية) عسكرياً وثقافياً، يمر عبر بوابة تحقيق السلام العادل، واستعادة حقوقنا التي نسعى لإنجازها بكل الوسائل المتاحة». وشدد على أن « التطرف يتغذى على التطرف، والقوة دون عدل استبداد، والمنطق يقتضي الكيل بمكيالٍ واحد لا مكيالين، فأعمال وممارسات المستوطنين لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب، وحماتهم حماةٌ للإرهابيين». وقال إن «المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام بيننا وبين الإسرائيليين لا علاقة له بداعش أو غيرها، بل سببه استمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية الذي حوّل مدننا وقرانا إلى معازل، وأوصل المفاوضات إلى طريقٍ مسدود، ما دفعنا للتوجه إلى المنظمات الدولية». وشدد على أن «العقبة أمام تحقيق السلام في المنطقة هو عدم وجود شريك إسرائيلي «يؤمن بالسلام والإصرار على مواصلة الاستيطان وتهويد القدس، ما أفشل كل المبادرات والجهود الدولية لتحقيق السلام». وأشار عباس إلى «توالي الاعتراف عالمياً بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وبوجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، والحل العادل والمتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وحسب ما ورد في مبادرة السلام العربية». واعتبر أن ذلك «عزل وضيق الخناق على سياسات الحكومة الإسرائيلية»، مؤكدا أن «عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء، ففلسطين الشعب والأرض حقيقة ساطعة، والدولة الحرة المستقلة قادمة وقريباً بإذن الله». إلى ذلك قال عباس إن قرار إسرائيل بضم القدسالشرقية واعتبار المدينة موحدة وعاصمة لها «قرارٌ باطل وغير شرعيٍ، ولا تعترف به أية دولةٍ في العالم «. واتهم بهذا الصدد إسرائيل بشن «أشرس وأخطر معركة على مصير القدس ستحدد أبعاد الصراع مع الاحتلال، وسيكون لها تداعياتها الخطيرة بسبب ما تقوم به المجموعات اليهودية المتطرفة من اعتداءاتٍ شبه يومية على المسجد الأقصى وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية». وحذر عباس من أن الممارسات الإسرائيلية في القدس «ستحول الصراع إلى صراع ديني سيلهب المنطقة والعالم، ويأتي على الأخضر واليابس».