تشرع لجنة برلمانية عراقية باستجواب كبار ضباط الجيش والشرطة العراقية، وربما رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي، إذا ما اقتضى الأمر للوقوف على خفايا سقوط مدينة الموصل في يد تنظيم «داعش». ورغم أن لجنة في البرلمان العراقي، كانت شرعت في السابع عشر من الشهر الجاري في عمليات تحقيق مع كبار قادة الجيش العراقي، وهم كل من الفريق أول الركن عبود قنبر معاون رئيس أركان الجيش، والفريق أول الركن علي غيدان قائد القوات البرية، والفريق محسن الكعبي قائد الشرطة الاتحادية، لكنها توقفت على خلفية مطالبات بتوسيع عضويتها لتضم شخصيات ونواباً من الموصل على خلفية اتهامات وجهت للجنة بمحاولة جر عملية التحقيق لأغراض سياسية وطائفية. ومن المنتظر أن تضم لجنة التحقيق الجديدة 19 عضواً بينهم عدد من نواب البرلمان لاستجواب قادة وآمري القوات العراقية في الموصل في قائمة تضم نحو 100 شخصية سياسية وعسكرية وإدارية تم إدراجها على قائمة الاستدعاء، بينهم محافظ نينوى أثيل النجيفي ووزير الدفاع السابق سعدون الدليمي، ووكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي، بينما يتوقف حضور المالكي على إفادات المستجوبين. واستبق رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مجريات الأحداث بأن قام بإعفاء العشرات من قادة الجيش والشرطة العراقية من مناصبهم، وإحالة بعضهم إلى التقاعد على خلفية أحداث الموصل والمحافظات الأخرى، فضلا عن الكشف عن أسماء أكثر من 40 ألف عسكري وهمي يتقاضون الرواتب وهم غير موجودين في القوة القتالية في الجيش العراقي، فيما ينتظر الكشف عن آلاف في وزارة الداخلية. وشكل سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى منتصف العام الحالي، انتكاسة كبيرة للحكومة العراقية السابقة بزعامة نوري المالكي، وفتحت الطريق لتوسع التنظيم للسيطرة على مناطق شاسعة من المدن السنية شمالي بغداد. ووصف نوري المالكي نبأ سقوط الموصل في يد داعش بأنه كان «مفجعاً ومؤلماً». وفتح سقوط الموصل في يد داعش الطريق أمام هذا التنظيم ليشق طريقه بقوة للسيطرة على 40% من الأراضي العراقية في المحافظات ذات الغالبية السنية في صلاح الدين وكركوك والأنبار وبعقوبة. وروى ضابط كبير في قيادة العمليات العسكرية العراقية في الموصل جانباً من تفاصيل فرار القوات العراقية بجميع صنوفها من الموصل وترك قواعدها ومخازن أسلحتها ومعسكراتها ومعداتها العسكرية غنيمة لتنظيم داعش، جعلت منه فيما بعد مارداً خطيراً جعلته يستولي على مناطق في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار وبعقوبة، ووقفت قواته على مشارف بغداد في غضون أيام. وقال الفريق الركن مهدي الغراوي قائد العمليات العسكرية في الموصل في مقابلة من ثلاثة أجزاء لمحطة تليفزيون «البغدادية» إن ما جرى في الموصل تتحمله القيادة العسكرية التي لم تضع خططاً عسكرية لمواجهة داعش. ويترقب العراقيون باهتمام ما ستؤول إليه الأحداث من جراء استجواب المتورطين في قضية سقوط الموصل في يد داعش؛ حيث يتوقع أن تأخذ عمليات التحقيق وقتاً طويلاً نظراً لضخامة الأحداث التي رافقتها، التي تسببت في خسائر كبيرة في صفوف القوات العراقية إضافة إلى خسارة مليارات الدولارات.