دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي البرلمان إلى إعلان حال الطوارئ، بعدما تمكن مسلحو تنظيم «داعش» من السيطرة على مدينة الموصل كلها، شمال بغداد، وعلى مبنى محافظة نينوى وبعض القنوات الفضائية، والسجون، فيما وصف رئيس البرلمان التدهور الخطير الذي شهدته ب «الغزو الخارجي للعراق الذي من شأنه تهديد أمن الشرق الأوسط». وقال المالكي في بيان:»خصصنا جلسة مجلس الوزراء لمناقشة أزمة نينوى، وقررت إعلان حال التأهب القصوى وحشد الطاقات لمواجهة الإرهاب». وأضاف: «سنقدم طلباً سريعاً إلى مجلس النواب لتحمل مسؤولياته وإعلان حال الطوارئ في البلاد والتعبئة العامة، كما قررنا دعم الجهات التي أعلنت استعدادها لمواجهة الإرهاب ومساندة الأجهزة الأمنية». ودعا «الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية إلى مساندة العراق»، مشيراً إلى أن «مجلس الوزراء وجه كل الوزارات للقيام بواجباتها في رعاية العائلات المهجرة لتخفيف معاناة المواطنين الذين اضطروا إلى ترك بيوتهم». وأفادت مصادر أمنية بأن مسلحي «داعش» فرضوا سيطرتهم على مدينة الموصل كلها. وزادت أنهم «سيطروا على مبنى المحافظة والمطار وقناتين فضائيتين وانتشروا في الساحلين الأيمن والأيسر من المدينة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن في مختلف مناطق المدينة، لا سيما المناطق المحيطة بمبنى المحافظة وقناتي «سما الموصل» و «نينوى الغد» الفضائيتين»، فيما أكد مصدر في شرطة المحافظة ل «الحياة»، أن «أكثر من 1400 سجين فروا من سجن بادوش بعد سيطرة عناصر التنظيم على السجن». وأوضحت أن «السجناء الهاربين فروا إلى جهات مجهولة وسط الفوضى الناجمة عن فقدان السيطرة في المنطقة». وكشفت مصادر مطلعة أخرى أن قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة اختفوا منذ ليل الإثنين، وقالت إن «قائد القوات البرية الفريق أول الركن علي غيدان وقائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن عبود كنبر، قائد عمليات نينوى، وقائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن مهدي الغراوي وقائد الفرقة الثانية في الجيش وقائد الشرطة اللواء الركن خالد الحمداني اختفوا وتركوا أسلحة خفيفة وثقيلة في مقراتهم». وأضافت أن «قوات من البيشمركة نقلت محافظ نينوى أثيل النجيفي والمسؤولين المحليين إلى خارج الموصل»، مشيرة إلى أن «المدينة خالية في الوقت الحالي من أي تمثيل للحكومة المحلية». ووجه أثيل النجيفي نداء إلى الضباط السابقين «القادرين على حمل السلاح، للتوجه إلى مقر المحافظة والتصدي للمسلحين المنتشرين في الجانب الغربي من الموصل». وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إن «مطار الشرقاط العسكري في صلاح الدين سقط بيد الإرهابيين الذين سيطروا على طائرات هليكوبتر في مطار الموصل». وأضاف أن «الجماعات الإرهابية وصلت إلى المحافظة»، مؤكداً أن «كل محافظة نينوى سقطت الآن بيد الإرهاب»، ودعا «القوى السياسية والأمنية والمجتمع الدولي إلى صد هؤلاء المجرمين»، واعتبر ما حدث «غزواً خارجياً إرهابياً فيه جنسيات مختلفة»، لافتاً إلى «وجود دعم لهذه الجماعات، لكن الكلام حالياً يجري عن دحرها وعودة البلد إلى عافيته، وبعد ذلك يتم البحث عن مصدر دعمهم»، مشيراً إلى أن «الإرهابيين بدأوا في الأنبار وقبل أيام كانوا في سامراء والآن في نينوى»، واتهم «قادة الجيش وأجهزة الأمن في الموصل بالإهمال»، مؤكدا أن «القطعات العسكرية العراقية لا تمتلك معلومات استخبارية، وترفض التعامل مع المعلومات التي تزودها بها إدارة الموصل»، وأشار إلى «هروب القادة وترك الجنود أسلحتهم»، وزاد أن «التقصير الذي حصل في الموصل يجب أن يتم التحقيق فيه»، محذراً من «امتداد المعارك إلى مناطق أخرى من البلاد». واعتبر «الانهيار النفسي للقوات المسلحة في نينوى سبب هذه الهزيمة»، ودعا إلى «دفع قيادات عسكرية خبيرة لدحر الإرهاب»، كما أكد «ضرورة الاستعانة بالمجتمع الدولي كل الخبرات والأسلحة اللازمة، وبقرار عراقي يقدر المصلحة وحجم المساعدة المطلوبة» . وتابع أنه «اتصل برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الذي أبدى استعداد قوات البيشمركة لدعم الجيش والشرطة في المحافظة لمواجهة هؤلاء الإرهابيين». وأضاف النجيفي أن «هذا الأمر يحتاج إلى تنسيق مسبق»، مشيراً إلى أن «هناك مفاوضات بين بغداد وأربيل تتعلق بمساعدة القوات الأمنية، لكنها لم تصل إلى نتيجة». وأكد أنه «تواصل مع كل القادة السياسيين وسفراء الدول الكبرى ومع بعض الدول الخارجية من أجل التصدي لهذه الهجمة الإرهابية الخطيرة». في محافظة صلاح الدين، أكدت المصادر الأمنية سيطرة مسلحي «داعش» على عدد من المناطق الشمالية، شرق قضاء الشرقاط، بعد ساعات على سيطرته على محافظة نينوى، واقتحم المسلحون صباح أمس مناطق قنيطرة، والخميسات، والشيخ حمد، وفرضوا سيطرتهم عليها». في غضون ذلك، أكد مسؤولون في «الاتحاد الوطني الكردستاني» موافقة الحكومة المركزية على دخول قوات «البيشمركة « ناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة، والبدء بتسيير دوريات أمنية مشتركة مع الشرطة والجيش لطمأنة الأهالي.