الظروف الموضوعية لزيارة إسماعيل هنية كرئيس للحكومة الفلسطينية بلا منازع إلى طهران لها أبعاد عربية وإقليمية خطيرة، فالرئيس المقال زار تونس وتركيا ومصر وليبيا وتمتع باستقبال الإخوان المسلمين وألقى خطبه النارية تأييداً للشعب السوري وثورته المباركة، فماذا يقول لهم اليوم من طهران التي ترسل الدعم اللوجستي والتقني والبشري لدعم النظام السوري في قتلهم؟ وماذا يقول لأهالي آلاف الشهداء في سورية ولعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين، ولكل سوري حر يلبس كفنه للخروج إلى التظاهرات؟ وكيف يوفق رئيس الحكومة الإخواني بين هذه الزيارة التي يقوم بها باسم فلسطين وبين مواقف الشعب السوري وتضحياته في سبيل القضية الفلسطينية منذ عشرات السنين؟ إن الشعب السوري قدم أكبر عدد من الشهداء على المستوى العربي إلى جانب الشعب الفلسطيني، ثم إلى أي مدى سيتأثر الفلسطينيون سلبا بمثل هذه الزيارة في الوقت الذي تبرز فيه أنياب إيران وأطماعها العمياء في وطننا العربي خصوصا في منطقة الخليج؟ هل يتذكر هنية كيف اجتمع مجلس الأمن القومي الإيراني وأجبر خالد مشعل على الاعتذار لأنه تلفظ وقال عن طريق الخطأ عبارة “الخليج العربي” في أحد خطاباته في دمشق؟ هل يتذكر إسماعيل هنية أنه قال في جلساته الخاصة أكثر من مرة إن المشروع الإيراني في المنطقة هو مشروع قومي؟ وبعد: لا يسعني إلا أن أرجو الله، أن يلهم الشعب الفلسطيني الصبر والسلوان.