أعلن الجيش الأوكراني أمس الجمعة مقتل 5 من جنوده وجرح 7 آخرين في الشرق الانفصالي في أكبر خسائر تتكبدها المؤسسة العسكرية منذ دخول هدنةٍ مع الانفصاليين حيز التنفيذ في ال 9 من ديسمبر الجاري. في الوقت نفسه، وصل وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، كييف أمس لعقد لقاء مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو. وتأتي زيارة شتاينماير الذي تعد بلاده الوسيط الأوروبي الرئيس في الأزمة الأوكرانية بينما تحاول كييف والمتمردون تحريك محادثات السلام بينهما لإنهاء نزاعٍ أسفر عن سقوط أكثر من 4700 قتيل منذ منتصف إبريل الماضي. وكان من المقرر أن يجتمع الطرفان في مينسك عاصمة روسيا البيضاء في ال 9 من ديسمبر يوم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. لكن عملية السلام تراوح مكانها مع أن طرفي النزاع يعتقدان أن الهدنة محترمة بشكل عام رغم سقوط 15 قتيلاً في صفوف الجيش الأوكراني منذ بدايتها وحتى الآن. وبعد محادثات هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قال الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين إنهما يأملان في أن يُعقَد لقاء مينسك غداً الأحد. ويهدف اجتماع مينسك إلى البحث عن حل سياسي للنزاع بين كييف والانفصاليين الذي بدأ في فبراير الماضي مع الإطاحة بالرئيس المدعوم من روسيا يانوكوفيتش، وتلت ذلك أحداث أفضت إلى أسوأ تدهور للعلاقات بين موسكو والغرب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقبل هذه المحادثات، أعلن الناطق باسم الجيش الأوكراني، أندري ليسينكو، أمس أن 5 جنود أوكرانيين قُتِلوا وجُرِحَ 7 آخرون في الشرق الانفصالي «في الساعات ال 24 الماضية». واتهم ليسينكو المتمردين بإعادة نشر أسلحة وقوات كما اتهم روسيا بإرسال تعزيزات جديدة إليهم. وتنفي روسيا باستمرار اتهامات السلطات الأوكرانية والغرب بتسليح الانفصاليين وإرسال قوات تقدِّر كييف عددها ب 10 آلاف رجل. من جهته، حذَّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن توقيع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قانوناً يجيز فرض عقوبات جديدة ضد روسيا يمكن أن «يقوِّض لفترة طويلة» العلاقات بين البلدين. وقال لافروف لنظيره الأمريكي، جون كيري، خلال مكالمة هاتفية إن هذا القانون «الذي يهدد روسيا بعقوبات جديدة قد يقوض لفترة طويلة إمكانية قيام تعاون طبيعي بين البلدين». وكان أوباما وقع أمس الأول، الخميس، القانون الذي يجيز له فرض عقوبات جديدة على روسيا، لكنه أعلن أنه لا ينوي اتخاذ إجراء مماثل في هذه المرحلة.