كييف، بروكسيل - أ ب، رويترز، أ ف ب - حذرت موسكوواشنطن أمس، من أن تشديد العقوبات الأميركية عليها بسبب الأزمة الأوكرانية «قد يقوّض التعاون بين البلدين» لفترة طويلة، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وضع استراتيجية سياسية «موحّدة» في القارة إزاء روسيا التي اعتبر أنها باتت تشكّل «مشكلة استراتيجية». وأعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف ناقش مع نظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي، قانوناً وقّعه الرئيس باراك أوباما عنوانه «دعم الديموقراطية في أوكرانيا»، يجيز للأخير تشديد العقوبات على موسكو وتزويد كييف أسلحة فتاكة. وحذر لافروف من أن القانون «قد يقوّض لفترة طويلة إمكان قيام تعاون طبيعي» بين روسيا والولايات المتحدة. لكن أوباما أعلن انه لا يعتزم تطبيق القانون الآن، مضيفاً أن الأميركيين والأوروبيين «سيتبنّون عقوبات تبعاً لموقف روسيا» التي كرّر دعوتها إلى «إنهاء احتلالها القرم ووقف دعمها انفصاليي شرق أوكرانيا». وأضاف: «سنبقى مستعدين للتراجع عن العقوبات، إذا اتخذت روسيا الخطوات اللازمة». وانتقد لافروف بياناً أصدره الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في شأن إنهاء وضع أوكرانيا المحايد، اذ اعتبره خطاباً صدامياً يطرب له «دعاة الحرب في كييف». واتهم الغرب ب «محاباة» هؤلاء، لافتاً إلى «صمته عن حصار اقتصادي فرضته كييف على شرق أوكرانيا، وتجاهله جرائم ارتُكِبت» في البلاد. في بروكسيل، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أن أوكرانيا «ضحية نوع من الاجتياح»، داعياً الأوروبيين إلى «الذهاب أبعد من رد الفعل والدفاع». وأضاف بعدما رأس قمة وجيزة للاتحاد: «مقاربتنا يجب أن تتطابق مع طموحاتنا وقدراتنا. يجب أن نعيد ثقتنا بأنفسنا بوصفنا أوروبيين، وأن نعي قوتنا الذاتية». وتابع: «واضح أننا لن نجد رؤية على الأمد البعيد لأوكرانيا، من دون وجود استراتيجية أوروبية مناسبة ومتسقة وموحدة إزاء روسيا. الأمر يتطلب خططاً لسنوات... يجب أن نكون واقعيين، لا متفائلين. روسيا الآن هي مشكلتنا الإستراتيجية، لا أوكرانيا». واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أن «الباب مفتوح دائماً إذا غيّرت روسيا سلوكها»، فيما نبّهت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إلى أن «العقوبات لا يمكن رفعها (عن موسكو)، إلا إذا تغيَّرت أسباب فرضها». لكن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر رأى وجوب «إبقاء قناة حوار ونقاش مع روسيا». في غضون ذلك، رجّح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند جلسة جديدة لمفاوضات سلام في مينسك بين كييف والمتمردين، في حضور ممثلين عن روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، غداً أو الإثنين. ودعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد لقائه بوروشينكو في كييف، إلى «لقاء مباشر» بين الأطراف غداً. لكن دنيس بوشيليت، وهو قيادي انفصالي مُكلف المفاوضات، رجّح عقد اللقاء الإثنين، أو «قبل نهاية السنة». إلى ذلك، اعلن الجيش الأوكراني مقتل خمسة من جنوده وجرح سبعة، في هجمات شنّها انفصاليون. واتهمهم بإعادة نشر أسلحة وقوات، مشيراً إلى أن روسيا ترسل اليهم تعزيزات. وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادته العسكريين أن موسكو ستتابع برنامجها لتحديث ترسانتها الدفاعية، مع تركيز خاص على قواتها الإستراتيجية النووية التي اعتبر أنها «عامل رئيس في حفظ التوازن العالمي». واستدرك أن العقيدة العسكرية لروسيا «ما زالت محض دفاعية»، على رغم نشاط متزايد للحلف الأطلسي في شرق أوكرانيا وقرب حدود روسيا.