صدت القوات الحكومية الليبية أمس هجوماً مباغتاً من قبل ميليشيات فجر ليبيا ودرع مدينة مصراتة الثالث في محاولة للاستيلاء على منطقة الهلال النفطي أغنى مناطق البلاد بالنفط بحسب ما أفاد مسؤولون عسكريون. وقال العميد طيار صقر الجروشي قائد سلاح الجو في القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر إن «هجوماً مباغتاً جرى أمس بعد تقدم ميليشيات فجر ليبيا ودرع مصراتة الثالث في اتجاه منطقة الهلال النفطي عبر ثلاثة محاور». وأضاف أن «مقاتلات سلاح الجو الليبي ومروحياته أغارت على هذه القوات المتقدمة في اتجاه مرفأ السدرة النفطي عبر الطريق الساحلي وطريق فرعي آخر خاص بمشروع النهر الصناعي إضافة إلى طريق صحراوي آخر باتجاه بلدة تاقرفت». وأكد أن «سلاح الجو نفذ العملية بدقة ونجاح وخلّف لدى هذه القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد والآليات». وقال الجروشي أحد قادة عملية الكرامة، التي يقودها اللواء حفتر إن «الاشتباكات اندلعت في منطقة بن جواد شرق مدينة سرت بين الجيش وهذه القوات، التي كانت تتمركز في سرت وتخطط لهذا الهجوم المباغت». وأشار إلى أن «حالة النفير العام أعلنت في تلك المنطقة، التي تتوافد عليها منذ ساعات القوات الحكومية وقوات حرس المنشآت النفطية إضافة إلى مواطني المنطقة»، لافتاً إلى أن «هذه القوات يساندها سلاح الجو ستصد أي هجوم آخر وتبيد مَنْ يشارك فيه»، على حد وصفه. من جهته، قال إبراهيم الجضران رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية في منطقة الهلال النفطي إن «الاشتباكات لا تزال مستمرة من خلال التعامل مع بعض جيوب المقاومة لهذه الأرتال، التي تحاول التقدم في اتجاه المنطقة». وأضاف أن «الجميع شحذ الهمم وتمت مواجهتهم مواجهة باسلة، ولن يفكروا في التقدم مرة أخرى». وميليشيات فجر ليبيا هي ائتلاف للإسلاميين، الذين ينحدر أغلبهم من مدينة مصراتة سيطروا على العاصمة طرابلس منذ أغسطس الماضي ما اضطر البرلمان والحكومة المعترف بهما من الأسرة الدولية إلى اللجوء إلى شرق البلاد. ومنذ ذلك الحين أعادت هذه الميليشيات الحياة إلى البرلمان المنتهية ولايته وأنشأت حكومة موازية لم تلقَ اعترافاً دولياً، لكنهم يحاولون مراراً وتكراراً السيطرة على مختلف المواقع الحيوية والإنتاجية لليبيا. ومنطقة الهلال النفطي تعطل الإنتاج فيها وتصدير النفط الخام لمدة عام قبل أن يستأنف في يوليو الماضي بعد اتفاق للحكومة مع إبراهيم الجضران، الذي كون مجلساً سياسياً لإقليم برقة، وطالب بحكم ذاتي أوسع للإقليم الغنى بالنفط.