قالت وكالة أنباء رسمية وسكان محليون إن متمردين ليبيين يسيطرون على موانئ نفطية اشتبكوا مع قوات ليبية يوم السبت وهاجموا قاعدة للجيش مما أدى الى إصابة 16 شخصا قبل أن يتوسط شيوخ قبائل لوقف الاشتباكات. وسمع دوي انفجارات وأسلحة مضادة للطائرات في وقت متأخر مساء الجمعة ومرة أخرى بعد فجر يوم السبت في مدينة اجدابيا مسقط رأس ابراهيم الجضران زعيم المتمردين الذي سيطر مقاتلوه على ثلاثة موانئ في الصيف للمطالبة بنصيب أكبر في ثروة ليبيا النفطية. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن شيوخ قبائل ساعدوا في وقف القتال في وقت لاحق يوم السبت بين المتمردين وجنود ليبيين كانوا يعدون لهجوم عسكري محتمل لفك الحصار الذي خفض صادرات البلاد النفطية. وذكرت الوكالة أن 16 شخصا أصيبوا في الاشتباكات. واندلع القتال قبل ساعات فقط من وصول ناقلة نفطية سيطرت عليها قوات كوماندوس أمريكية في البحر المتوسط يوم الأحد إلى ليبيا بعدما حملت النفط الخام من أحد الموانئ التي يسيطر عليها رجال الجضران. وتسلمت ليبيا يوم السبت الناقلة مورنينج جلوري التي كانت ترفع علم كوريا الشمالية. ورافقت سفن تابعة للبحرية الأمريكية الناقلة التي سترسو في مدينة الزاوية أحد الموانئ الليبية الرئيسية التي تسيطر عليها الحكومة. وصراع السيطرة على الموارد النفطية الحيوية في ليبيا من بين التحديات التي تواجه الحكومة المركزية الضعيفة التي لا تستطيع فرض الأمن في البلاد بعد ثلاثة أعوام من سقوط معمر القذافي. وترفض كتائب مقاتلين سابقين وميليشيات مناهضة للقذافي إلقاء سلاحها وكثيرا ما تستخدم السلاح أو السيطرة على المنشآت النفطية لفرض مطالبها على الدولة التي مازال جيشها الوطني في طور التدريب. وأمهلت الحكومة الليبية المركزية في طرابلس الجضران يوم 12 مارس آذار أسبوعين لإنهاء حصار الموانئ وإلا واجه هجوما عسكريا لكن محللين يقولون إن القوات المسلحة الناشئة في البلاد قد تواجه صعوبات لتنفيذ هذا التهديد. وتطالب حكومة برقة التي أعلنها الجضران بقدر أكبر من الحكم الذاتي في المنطقة الشرقية ونصيب في عوائد النفط. وفشلت محاولات وساطة للتوصل إلى الاتفاق بين المتمردين والحكومة المركزية حتى الآن. وبعد شهور من التهديدات تمكن مسلحو الجضران من تحميل الناقلة مورنينج جلوري بالنفط الخام. وغادرت السفينة الميناء وفرت من البحرية الليبية مما سبب حرجا لحكومة طرابلس ودفع البرلمان لعزل رئيس الوزراء علي زيدان. وتمثل السيطرة على الناقلة في المياه الدولية تعزيزا نادرا لحكومة طرابلس التي كافحت لانهاء خلاف كبد الدولة خسائر بلغت أكثر من سبعة مليارات دولار من عوائد النفط. وتنتج الموانئ الثلاثة نحو 700 ألف برميل يوميا من صادرات ليبيا النفطية أو نحو نصف الشحنات الإجمالية للنفط في البلاد. وينقسم سكان اجدابيا بين أنصار الجضران ومن يخشون أن يؤدي حصار الموانئ النفطية إلى انهيار الدولة. لكن أي هجوم كبير على الموانئ الثلاثة قد يزيد من التأييد لمطالب الجضران بدولة اتحادية مما يسمح للمنطقة الشرقية بالحصول على دور أكبر في إدارة شؤونها وفي انفاق عائدات النفط المحلية. ويؤدي التشاحن السياسي بين الأحزاب الإسلامية والمدنية والقبائل الى إصابة حكومة طرابلس بالشلل كما يؤخر انتقال البلاد إلى الديمقراطية بعد سقوط القذافي. وتدرب حكومات غربية القوات المسلحة الليبية وتضغط على الفصائل للتوصل إلى تسوية سياسية لتعزيز الاستقرار. 1