شارك آلاف المشيعين أمس في جنازة الوزير الفلسطيني زياد أبو عين، الذي توفي بعد أن دفعه شرطي إسرائيلي بقوة وأمسك به من عنقه خلال احتجاج في الضفة الغربية. وفي جنازة عسكرية على أصوات الطبول ومزامير القرب حمل رجال يرتدون الزي العسكري نعش أبو عين المغطى بالعلم الفلسطيني وساروا على سجادة حمراء في مقر الرئاسة بمدينة رام الله. ثم مر موكب الجنازة بالشوارع حتى وصل إلى المقابر، فيما أطلق البعض أعيرة نارية في الهواء. وتأتي الواقعة في وقت تزيد فيه التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين في أعقاب شهور من الاضطرابات العنيفة في القدس وتل أبيب والضفة الغربيةالمحتلة. وقدم مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون روايات متضاربة عن نتائج التشريح المشترك لجثة أبو عين، الذي شارك فيه الفلسطينيون والإسرائيليون والأردنيون. وكان الوزير بين نحو 100 شخص يحتجون ضد مستوطنة إسرائيلية من خلال زرع أشجار الزيتون في إحدى القرى حين أطلق جنود وأفراد من شرطة الحدود الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وأعقب هذا صدام دفع خلاله شرطي إسرائيلي أبو عين بقوة وأمسك به من عنقه بقبضة يد واحدة. ولم تظهر لقطات للواقعة أي رد عنيف من جانب أبو عين. من جهتها، حمَّلت الحكومة الفلسطينية أمس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل مسؤول ملف الاستيطان لدى السلطة الفلسطينية زياد أبو عين الأربعاء بعد تعرضه للضرب بأيدي جنود إسرائيليين. وقال المتحدث باسم الحكومة إيهاب بسيسو في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير المعهد الطبي العدلي الفلسطيني صابر العالول «بعد الاستماع إلى نتائج التشريح فإن الحكومة الفلسطينية تحمِّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن قتل زياد أبو عين». وأكد العالول في تقرير نتائج التشريح أن أبو عين «تعرض إلى الإصابة بقوة نوعاً ما في مقدمة الوجه أدت إلى كسر للأسنان الأمامية وخلعها ودخولها إلى التجويف الفموي». وأورد العالول في تقريره، الذي أعده بحضور طبيبين أردنيين وثالث إسرائيلي «وجود كدمات في الجزء الخلفي من النسيج اللساني، ووجود تكدمات في منطقة العنق من الناحيتين اليسرى واليمنى، وكانت واضحة آثار لضغط على منطقة العنق بشدة». وختم العالول تقريره «الوفاة ليست ناتجة عن حالة طبيعية، حيث نتجت الوفاة عن نقص في التغذية الدموية للقلب بسبب الأزمة الداخلية للشريان التاجي». وشارك طبيبان أردنيان في عملية التشريح، هما: مؤمن الحديدي وقيس القصوص، بناءً على طلب من رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله. من جهته، أكد وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد أن «الطبيب الإسرائيلي رفض التوقيع على تقرير التشريح بحجة عدم وجود نسخة باللغة العبرية».