ظروف استنثائية وحساسة تمر بها المنطقة العربية والإقليمية، صراعات مفتوحة في أكثر من منطقة في الشرق الأوسط، وخلافات بين الدول العظمى على ملفات خطيرة، تعكس نفسها على هذه الصراعات وتداعياتها، كل ذلك فرض تحديات كبيرة على قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة اليوم. البيت الخليجي آفاقه ومستقبله هو الآخر تَحَدٍّ من المفترض أن يتم تجاوزه في هذه القمة، فالأوضاع الحساسة التي تمر بها المنطقة، تتطلب تجاوز الخلافات مهما كانت مرجعياتها أو منطلقاتها، فالمنطقة أمام انعطافة ستكون لها آثارها على مستقبل النظام العربي بأكمله، والخليج بات المحور الذي يستند إليه أي نظام عربي جديد لمواجهة التحديات. ملفات المنطقة كلها باتت تهدِّد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وبدرجة ثانية الأمن لكل دولة على حدة وأمن الخليج بشكل عام، وفي مقدمة هذه الملفات الملف النووي الإيراني بكل تفرعاته، سواء حصل اتفاق بين إيران والقوى العالمية أم لم يحصل، فإن إيران تزيد من مفاعلاتها النووية على حدود الخليج. الأزمة السورية التي اشتبكت إلى حد كبير فيما يجري في العراق بات من الضروري اتخاذ موقف خليجي موحد تجاهها، لأن انعكاساتها ستشكل خطورة كبيرة على أمن المنطقة، وتداعياتها باتت أكثر خطورة. الملف العراقي والحرب على الإرهاب إنما هو الملف الذي يشكل تماساً مباشراً مع الخليج، ومواجهة التنظيمات الإرهابية بكل أشكالها هو أحد التحديات التي أفرزتها الصراعات والموقف الدولي الملتبس، وأصبحت دول الخليج معنية بها بشكل مباشر. التحدي الآخر هو اليمن خاصة مع التطورات الأخيرة فيه شمالاً وجنوباً إضافة إلى التدخل الإيراني وتنظيم القاعدة ما يهدد بصراع مفتوح. مصر التي تواجه الإرهاب ووقفت دول خليجية إلى جانبها لتجاوز محنتها، ستكون حاضرة على جدول أعمال القمة، لتعاود حضورها في التضامن العربي المنشود. قمة التحديات هي في الوقت نفسه قمة الآمال، لأن أنظار العالم تتجه اليوم نحو الدوحة وقرارات قادة دول الخليج في القضايا الأكثر حساسية سيكون لها أثر على مستقبل الجميع.