أوضح مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين أن القلوب المتوفرة لأعضاء متوفين دماغياً لاتتجاوز 110 قلوب، فيما يبلغ عدد المرضى المحتاجين إلى الزراعة سنوياً من 200 إلى 400 مريض، لذا هناك عجز حقيقي في زراعة القلوب. وأضاف أن المريض يتوفى إذا لم يقم بالزراعة بشكل مبكر، وهناك مواصفات معينة لابد من توفرها في القلب المزروع لتتناسب مع المريض المُستقبل، منها الأعمار والأحجام. وأشار شاهين أن هناك أقاويل بأن القلب لايمكن زراعته لأنه يحوي على مشاعر وأحاسيس المتبرع، وهذا لايمكن التأكد منه، فالبرغم من أن نبضات القلب تتفاعل مع هرمونات الجسم في حال الخوف أو الفرح والحزن من خلال زيادة الأدريالين، إلا أنه لايمكن الأخذ بهذه المقولة، أما المخ فلا يمكن زراعته لأن توقف المخ يعني وفاة الإنسان ونهايته ولايمكن استبداله في أي حال من الأحوال، والخلايا العصبية لايمكن استبدالها، بعيداً عما يقال إن المخ مستودع للذكريات أو المواقف الحياتية للأشخاص. وأضاف أن المملكة منذ عام 1993 بدأت بالاستفادة من قلوب المتوفين دماغياً في عمليات الصمام ولم تزرع قلوب لعدم وجود مُستقبليلن. وبيّن الدكتور أن زراعة الأمعاء الدقيقة والغليظة غير مفعلة في المملكة حتى الآن ولم تكن هناك حاجة فعلية لها وهي قليلة على مستوى العالم، لأن الاحتياج لها قليل والخبرة فيها قليلة، مضيفاً أن الأمراض التي تصيب الأمعاء وتؤدي إلى استئصالها تعتبر قليلة وتجرى حول العالم بما يقارب 100 إلى 150 عملية سنوياً. وبيّن أن الأعضاء التي تزرع حالياً هي صمامات القلب، الرئتان، الكبد، فص من الرئة، وحين يتمكن مرضى السكر من زراعة البنكرياس سيرتاحون من السكري بشكل نهائي، وأشار إلى أن هذه العملية موجودة الآن في مستشفى الملك فهد بالدمام، مشيداً بجمعية إيثار للتبرع بالأعضاء التي تتعاون مع المركز السعودي لنشر ثقافة التبرع واصفاً هذه العلاقة ب«التمازج الفريد» بين الطب والأخلاقيات والمرضى والمجتمع ورجال الدين. وبيّن أن هناك خطة مستمرة على مدار العام لتشمل الحملة كافة مناطق ومدن المملكة وستمتد إلى دول الخليج المجاورة، وتثقيف العاملين في المجال الطبي بأهمية التبرع وكيفية التعامل مع المتوفى دماغياً. وأوضح أن المملكة تحتل المركز الرابع على مستوى العالم للمتبرعين الأحياء، والمرتبة 44 للمتبرعين المتوفين دماغياً، ونسب نجاح هذه العمليات تضاهي دول أوروبا وأمريكا الشمالية، وتعد المملكة واحدة من أهم الدول المهتمة بالزراعة، مبيناً أن العجز في العالم موجود حيث يتم الزراعة ل 10% فقط من المحتاجين مايعني زراعة لشخص واحد من بين 10 أشخاص، موضحاً أن المتوفى دماغياً يستطيع أن يحيا بأعضائه 7 أشخاص في حال تبرعه.