هل بدأت إيران التخلي فعلاً عن مسارها في دعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية التي هددت السلام والأمن في المنطقة والعالم؟ وهل يريد قادة طهران تقديم أوراق اعتماد جديدة للغرب والمجتمع الدولي تحمل صورة مختلفة عن صورتها السابقة؟ وهل سيمهد ذلك لعودتها إلى المجتمع الدولي وإنهاء الخلاف مع الغرب حول ملفها النووي؟ وهل يستطيع قادة طهران فعلاً التخلي عن مسارهم في دعم المنظمات الإرهابية ابتداءً من القاعدة وانتهاءً بتنظيم داعش ومروراً بالمليشيات الطائفية في العراق ولبنان واليمن وسوريا؟ مجموعةٌ من الأسئلة يبدو أنه من الصعب أن تجيب عنها طهران بالإيجاب. لطالما أرادت إيران تجاوز العثرات والسياسات التي وضعتها في مواجهة المجتمع الدولي عبر البوابة الأمريكية لكن دون تغيير في استراتيجيتها. وفي الوقت نفسه، فإن واشنطن تسعى إلى نفس الهدف عبر بوابة الملف النووي التي أظهرت إدارة أوباما أنها على استعداد للتهاون فيه مقابل عودة سفارتها إلى طهران. إيران شاركت في ضرب «داعش»، وأمريكا أكدت ورحبت، وهو بالضبط ما تريده إيران لتكون في صف أكبر تحالف دولي وبالتالي تعود إلى الأسرة الدولية من بوابة مواجهة الإرهاب. بعد هذه الخطوة يطرح التساؤل نفسه: هل يمكن لقادة طهران أن يتجاوزوا عقلية التوسع ومد النفوذ والتخلي عن الحلم النووي العسكري؟ وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان وجَّه من المنامة رسالة حملت مضموناً مزدوجاً بعد الخطوة الإيرانية والترحيب الأمريكي عندما حذر من أن «انتظار دعم متزايد من إيران لجهودنا ضد داعش مقابل تساهلنا إزاء تجاوزات طهران لالتزاماتها في مجال منع الانتشار النووي، سيشكل خطأ فادحاً». وأضاف لودريان أن «عزمنا الجماعي على مواجهة محاولات طهران الحصول على أي قدرة نووية عسكرية يبقى كاملاً، وأنه ليس هناك مجال لأي مقاربة للأمن الإقليمي بشكل مختلف». من المؤكد أن إيران بدأت محاولات تغيير صورتها لدى العالم، وترتبط هذه المحاولات بمفاجآت على المستوى السياسي.