يفترض أن المجتمعات الإسلامية مجتمعات تكافلية، هذا الانطباع الأولي الذي نتصوره باعتبار أن الزكاة كركن والصدقة كفضيلة وسنة هُما رأس هذا الهرم التكافلي. تمام؟! عزيزي القارئ اجعل المقدمة نُصْبَ عينيك وأنت تكمل قراءة المكتوب أدناه.. الجُمعة الأخيرة من شهر نوفمبر سنوياً تعرف بالجمعة السوداء (Black Friday) ولا تخدعكم التسمية فهي جمعة مباركة وبيضاء ويمكن وردية وتبرق من جمالها، والسبب لأن «الكفار» بسلامتهم مجتمع تكافلي، يعرف قيمة وأثر تكامل العمل التجاري مع احتياجات المجتمع وتطلعاته في أهم فترة في السنة وهي فترة الأعياد التي تنطلق في هذا التوقيت، التي تمثل الهدايا فيها طقساً وركيزة مهمة، لا أحد يخسر هنا، التجار «ينظفون» مخازنهم من البضائع المكدسة، والزبائن الراقدون أمام بوابات المتاجر منذ الليلة السابقة يخرجون محملين بهدايا يمكنهم تحمل كلفتها لأحبابهم. هذا الحراك التجاري لا يحكمه قانون مفروض، وإنما هو عُرف يتم تداوله في بضعة بلدان مثل أمريكا وكندا وغيرها، وبالتالي نعود للحقيقة القائلة إن (الجهود الأهلية هي صُلب تطور المجتمعات)، ونعم.. يمكن أن يمثل البيع والشراء انعكاساً لتطور مجتمع ما بناء على تكامل أدوار المنتسبين له لتشكيل منظومة لا نشاز فيها. جمان: في أعيادنا قد يضطر الأبناء (وأنا منهم) لعمل (قطة – بترقيق القاف) ليتمكنوا من تقديم هدية قيمة لوالديهم، والبركة في جشع التجار المسلمين..! مسلمين..! قُشُور يا ربي قُشُور..!