أكد الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسَّسة الفكر العربي أثناء إطلاق التقرير السابع للتنمية الثقافية «العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير: أربع سنوات من الربيع العربيِّ» في القصر الدولي للمؤتمرات بالصخيرات في المغرب، على أن رسالة المؤسّسة هي نقل الفكرة والرؤية للمواطن العربي في موقع المسؤولية والمواطنة، قائلاً «نحن في المؤسسة، لا نخرج بقرارات ولا توصيات، وإنما بأفكار نطرحها، فيتلقَّاها المواطن العربي، وهو الذي يقدِّر ويختار ما يصلح منها، ويقيِّم عمل المؤسسة». وثمَّن وزير الثقافة المغربية محمد الصبيحي اختيار المؤسسة للمغرب، لانعقاد فعاليات المؤتمر، مؤكداً أن «هذا الاختيار لم يأتِ من باب الصدفة، بل يعكس بجلاء حرصكم المعهود وانشغالكم الدائم بإبراز القيم الحضارية والروابط الفكرية والثقافية العريقة للشعوب والدول المنتمية إلى مجالنا العربي المشترك»، معتبراً أن «هذا الاختيار الموفَّق لشعار (التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم)، ينمُّ عن عمق تمثُّلكم للوضع العربي الراهن بكل مخاضاته». وأكد المدير العامّ لمؤسسة الفكر العربي الدكتور هنري العَويط في حديثه ل «الشرق» أن عنوان المؤتمر لهذا العام يأتي في ظل حاجة الوطن العربي إلى مسارات تنموية وخطوات عملية تستطيع وضع بنية ثقافية للبدء في خطوات التكامل، مؤكداً أن «الوطن العربي يشترك في اللغة والتاريخ والحضارة». وقال: إن التقرير يتكون من 6 أبواب مستقلّة ولكنَّها متكاملة، تضمُّ 56 بحثاً، وهي تمتدُّ إلى ما يقارب 800 صفحة. أما أبرز الخصائص التي يمتاز بها فهي منحاه البانورامي، وجمعُه ما بين العرض والتحليل والاستشراف، فضلاً عن تعدُّد مجالات الاختصاص لدى النخبة من كبار الكتَّاب الذين تمَّ استقطابُهم للمساهمة فيه. وحول الشريحة المستهدفة في هذا التقرير، قال عويط إنه معدٌّ لأن يغدوَ مرجعاً ومنهلاً لكلِّ المعنيِّين في عالمنا العربي وخارجه، بدءاً من أصحاب القرار السياسي، مروراً بالكتّاب والباحثين والمثقَّفين والأكاديميِّين والإعلاميِّين، وصولاً إلى شرائح الطلبة، بل إلى المهتمِّين كافَّةً بحاضرِ العالم العربي ومستقبلِه. من جهته، قال عضو مجلس الأمناء في مؤسسة «فكر» المهندس نجيب ساويرس إن التكامل العربي ضرورة ملحة لمواجهة ما يعانيه الوطن العربي من انهيار لعدد من دوله، ومن انتشار أعمال العنف وتزايد العصبيات والطوائف.