دأبت في نهاية كل يوم على أن ألج إلى المواقع العالمية ووكالات الأنباء للاطلاع على ما يقوله الغرب عنا في تناولهم لأحداث الشرق الأوسط، وخصوصا ما ينشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي أتابع من خلال موقعه الإلكتروني ما يكتبه المحللون و «المحلحلين والسباكين» الغربيون عن الخليج العربي في أطروحاتهم ونظرياتهم التي لا تتعدى أبعد من الأرنبة الأنفية وبالذات فيما يخص السعودية، ونحن كما عرفنا عن الكتّاب الغربيين أنهم منصفون في طروحاتهم وآرائهم، وأنهم أناس لا يجاملون في شيء ولا يخشون في الحق لومة لائم ولكن في هذا الموقع «الواشنطني» يبدو لي أنه لا وجود لا للحق ولا الخشية، والموقع أبعد ما يكون عن الإنصاف والمعادلة والأحقية بل خلافا للرؤية المتزنة والمجاملة والأحادية الجانب بدءاً من تسمية أيقونة الولوج للموقع تحت مسمى «الخليج الفارسي» مرورا بما يكتب الذي يشوبه شوائب الدنيا إجحافا لا إنصافا. كلنا يعرف تاريخ هذا المعهد المختص للبحث الأمريكي الذي تأسس في عام 1985 من قبل لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا ب «إيباك» ويتخذ في واشنطن موقعا له وتم تأسيسه لترقية فهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وبتوجيه من مجلس مستشارين بارزين من كلا الحزبين من أجل توفير العلوم والأبحاث للإسهام في صنع السياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية من العالم، وإن الهدف من تأسيسه كان لدعم المواقف الإسرائيلية من خلال قطاع الأبحاث ومراكز البحوث الذي يعج بالباحثين من ذوي التزييف والتأليف وقلب الحقائق ومن ضمن هؤلاء الباحثين السيد سايمون هندرسون المعرّف بصفته «زميل بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، والمتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج الفارسي» ولكن هذا «السايمون الهندروسني» يذكرني بالممثل الأمريكي الشهير كريسبين غلوفير «Crispin Glover» في شخصيته في فيلم «Simon Says» الذي يلعب دور بطولة القاتل المعتوه الذي يقطن إحدى الغابات التي وجد بها مآله وعقده وضالته ليعوض عقده وأمراضه النفسية بالقتل والتشفي من المتنزهين، وبعد أن يعلق «ضحيته» يردد مقولته الشهيرة «سايمون يقول» فذلك السايمون لا يختلف عليه «سَمِيُّهُ» الهندوروسي عتهاً وحماقة وهيافة وصفاقةً، خصوصاً في تناوله قضايا الخليج وبالتحديد قضايا السعودية، وعلى ما يبدو لي أنه «مزودها حبتين» تجاه المملكة في طرحه وآرائه اللاموضوعية التي عادة ما تفتقد إلى المصداقية والتدقيق، فلم يعد هؤلاء الكتابّ مهما كانت قيمتهم سوى أقلام تصاغ بنفس صهيوني بحت لتمرير أهوائهم ومآربهم الخبيثة!