قال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن الأمريكي سايمون هندرسون، إن إدراج السعودية صواريخ صينية بعيدة المدى في مناورات سيف عبد الله كان "إشارة دبلوماسية" لإيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر هندرسون في تقرير نشره موقع معهد واشنطن، أن استعراض السعودية الصاروخين كان بمثابة إشارة على عزم المملكة احتواء قوة إيران المتنامية في المنطقة، فضلا عن استعدادها للتحرك بشكل مستقل عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تزامنًا مع القلق من أن تكون المفاوضات الدولية الجارية مع إيران بداية لجعل الأخيرة دولة سلاح نووي. كما لفت الخبير الاستراتيجي إلى أن وجود قائد الجيش الباكستاني، رحيل شريف أيقظ تكهنات بأن الرياض قد تسعى إلى الحصول على رؤوس نووية من إسلام آباد لمواجهة أي قوة محتملة لإيران. وأوضح هندرسون، أن الاستعراض العسكري الذي قامت به القوات المسلحة السعودية في حفر الباطن شهد مفاجأة وهي إدراج صاروخين صينيين من طراز DF-3 قادرين على حمل رؤوس نووية، على حد ما ورد بتقرير المعهد. ولفت إلى أن هذه كانت المرة الأولى التي يتم كشف الستار عن الصاروخين، إذ كانا منشورين في عمق الصحراء وقادرين على الوصول لإيران، كما أوضح أنه تم استيراد الصاروخين من الصين عام 1987. واختتمت يوم الثلاثاء الموافق 29 ابريل 2014 مناورات سيف عبد الله برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بعد نحو 15 يومًا من التدريبات العسكرية الضخمة في حفر الباطن والجبيل وجازان، التي أجرتها القوات المسلحة للمرة الأولى في تاريخها، وعرضت المناورات أسلحة متطورة، ومنها "رياح الشرق" وصواريخ استراتيجية متعددة، إضافة إلى عشرات الدبابات التي دخلت حديثاً مجال الخدمة، في حضور كبير من دول الخليج والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. في هذا السياق، نوّه هندرسون إلى أن صفقة الصواريخ الصينية التي تعود للثمانينيات لم تكن مجهزة برؤوس نووية. وأوضح هندرسون أنه ظهرت تقارير العام الماضي كشفت عن أن الصين باعت في صفقة ثانية عام 2007 صواريخ باليستية متقدمة للسعودية من طراز DF-21 الباليستية متوسطة المدى والتي تعمل بالوقود الصلب، قامت بعدها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بفرض عقوبات مخففة على الصفقة بعد تأكدها من أن الصواريخ ليست من النسخة التي يمكنها حمل مكونات نووية. واستطرد مؤكدا أن الاستعراض العسكري لم يتضمن عرض صواريخ DF-21، وإن كانت المركبات التي عرضت الصاروخين الصينيين اللذين يعودان للثمانينيات تلائم الصواريخ المتقدمة الجديدة، ما يعزز إمكانية أن تستعين المملكة برؤوس نووية من باكستان، على حد قول الخبير الأمريكي.