اعترف مقدم برنامج «ليالي الخليج» على القناة السعودية الرياضية محمد الشيخ، ببحثه عن الإثارة في برنامجه، باعتبارها جزءاً من عوامل جذب المشاهد، وجزءاً لا يتجزأ من اللعبة الإعلامية. وقال الشيخ في حديثه ل«الشرق»: «الإثارة مهمة جداً لاستقطاب المشاهد، فاليوم لا أحد يمكنه أن يقرأ رواية تخلو من الإثارة أو مشاهدة فيلم غير مثير، ونحن في برنامج ليالي الخليج جلبنا نقاداً يملكون حس الإثارة لكنهم أيضاً جمعوا بين الإثارة والإثراء». واستغرب الشيخ من منتقديه، قائلاً: «صحيح أنني أبحث عن الإثارة، لكن أكثر من يتهمني بذلك هم كتاب بعض الصحف التي تزرع التعصب ويمارسون تنظيراً يعبر عن حالة انفصام بالنسبة لهم، فبعد «مانشيتاتهم» التي تكرس للتعصب يأتون لينتقدوا البرنامج». وأكد الشيخ على وجود استهداف للمشاهد السعودي من قِبل أغلب البرامج الخليجية على اعتبار أن المشجع السعودي عاشق لكرة القدم حتى النخاع، على حد وصفه، وأوضح: «ارتفاع وتيرة المنافسة في المنافسات المحلية والنسبة السكانية الكبيرة قياساً بدول الخليج الأخرى وارتفاع مستوى الدخل يمنح للمشجع السعودي قدرة على شراء قيمة الحقوق الحصرية للمشاهدة، وبالتالي كل هذه العوامل أسهمت في أن يكون المشاهد السعودي مستهدفاً على الدوام». وعن الحشد الإعلامي للبطولة، قال: «هذه الدورة هي للتحشيد الإعلامي، وما يحدث فيها لا يختلف عن البطولات العالمية بل يزيد عنها، واليوم أصبحنا لا نشعر بأن هناك اختلافاً في تغطية قنوات بين سبورت لكأس العالم عن تغطيتها لكأس الخليج، فالبرامج تبدأ من الصباح وتنتهي في صباح اليوم التالي»، مشدداً على أن الغلبة في السباق التنافسي التليفزيوني دائماً تكون لصاحب الإمكانات المادية الأقوى والأفضل». وامتدح الشيخ الناقد السعودي معتبراً أنه أصبح نجماً جماهيرياً بالدرجة الأولى على عكس الإعلامي في دول الخليج الأخرى، وأبان: «سيكون هذا مؤشراً جيداً متى ما تم توظيفه بشكل جيد، فالجماهيرية والنجومية لا تكون على حساب قيمة الكلمة ومصداقية الطرح والعقلانية في التعاطي، أما إذا كان نجماً جماهيرياً وهو يفتقد هذه الأدوات فهذا يعني وجود سطحية لدى المتلقي الذي يصنع من الفارغين نجوماً وينجذب لهم، ولكن في النهاية الفارغ لا يعمر طويلاً في الساحة، ويصبح مكشوفاً ومعروفاً وينتهي بمجرد انتهاء عقده مع برامجه، فهذه بضاعة والمشاهد يستطيع أن يميز بين الغث والسمين، فالساحة لا يمكنها أن تحتضن إلا المميزين سواء اختلفنا أو اتفقنا معهم». وعن اختيار ضيوف برنامج «ليالي الخليج»، قال: «وقّعت عقدي مع القناة لتقديم البرنامج متأخراً قبل انطلاق البطولة ب5 أيام، وقد اختار مسؤولو القناة ومعدوها ضيوف البرنامج بحيث يمثل كل ضيف ميزة خاصة، وقد جمعوا بين التاريخ الرياضي العميق في دورات الخليج متمثلاً في الإماراتي محمد الجوكر الذي عاصر دورات الخليج وهو مؤرخ لها، وكذلك العماني سالم الحبسي رئيس الإعلام الخليجي وهو قامة إعلامية معروفة، وعدنان جستنية الذي يعتبر من الأسماء الحاضرة بكل قوة في المشهد الإعلامي السعودي، إلى جانب الكويتي مبارك الوقيان الذي يعتبر رقماً في الإعلام الكويتي، وعبدالكريم الجاسر ككاتب وصحفي ومدير المركز الإعلامي في نادي الهلال، والكاتب عادل الملحم الذي له جماهيرية في الوسط الإعلامي السعودي». وحول حضور برنامجه بين البرامج الخليجية، قال: «القناة الرياضية مرت بتراجع بعد خسارتها حقوق الدوري السعودي، رغم أن القناة لديها دورة برامجية قادمة تراهن عليها، ولكن في دورة الخليج لديها 5 برامج استطاعت أن تعيد المشاهد الخليجي والسعودي للقناة، وبشكل عام نحن راضون على أننا استطعنا أن نكون خلطة جيدة بين من يملكون العمق التاريخي وما بين الطرح الجريء والقراءة المتميزة والجماهيرية والعفوية القادرة على تحريك الجمهور»، معتبراً أن محلل البرنامج عدنان جستنية الضيف رقم واحد على مستوى الخليج، مؤكداً أنه سيكون خياره الدائم في المستقبل. وعن دخولهم في ميول الأندية خلال البرنامج، قال: «لا يمكن أن نفصل بين واقعنا الذي نتعايش معه يومياً في السعودية وكأس الخليج، فالجمهور الهلالي يعيش حالة إحباط بعد خسارة نهائي آسيا، والجمهور النصراوي مستاء من عدم استدعاء أبرز لاعبي فريقهم مثل عبدالغني وإبراهيم غالب، وبالتالي كان لابد من إسقاط ذلك على قضية غياب الجمهور، أما ثنائية سامي وماجد فهي اختراع سعودي ولا يجب أن نمارس المثاليات فنحن من صنعنا هذا الواقع ولا يجب أن ننكره على غيرنا».