كشف ل«عكاظ» خبير في التفحيط وممارسيه أن 60 في المائة من المفحطين الشباب يمولهم تجار المخدرات لضمان وجود تجمعات شبابية تتيح لهم ترويج المخدرات وتقلل من إمكانية كشف المروجين الصغار في ما يسمى بمواكب التفحيط، وأضاف أن الفتيات دخلن بقوة لهذا الميدان كنوع من الجذب وللاستعانة بهن في ترويج المخدرات. وهنا طالب نائب مدير عام مكافحة المخدرات لشؤون المكافحة العميد أحمد سعدي من يعرف أية معلومات دقيقة في هذا الخصوص التقدم بها إلى إدارة مكافحة المخدرات، مشيرا إلى أن التحقيقات لم تكشف عن علاقة من هذا النوع بين المفحطين وتجار المخدرات. وذكر الخبير «تركي. م» القريب من ميادين التفحيط لأكثر من 8 سنوات أن تمويل المفحطين يتبع توجهاتهم، ويقسم هذه التوجهات إلى شذوذ جنسي وترويج مخدرات وشهرة، لكنه أكد أن مواكب التفحيط الشبابية يصعب فيها ضبط المروجين أيا كانت الاحترازات. ويقول المفحط التائب «مساعد. ش» أن للتفحيط مواسم مليئة بالفعاليات وعادة ما يكون مع بداية العطلة الصيفية، وخلال موسم الصيف الماضي كان البرنامج يبدأ عند الساعة الثالثة فجرا حتى السابعة صباحا وبشكل يومي وفي جميع أنحاء العاصمة الكبيرة. وأضاف أن دخول رمضان في العطلة لا يغير برنامج المفحطين ويطلقون عليه «الرمضانيات»، بالإضافة إلى موسم الاختبارات الأكثر شهرة، وفيما عدا هذه المواسم يمارس التفحيط بشكل روتيني في عطلة نهاية الأسبوع. ويقف وراء المفحطين مجموعة متنوعة من الممولين الذين يضمنون لهم الاستمرار في برامجهم مقابل خدمات أخرى يقدمها المفحط وتتيحها التجمعات الشبابية. فإلى جانب تجار المخدرات، هناك شباب من أبناء عائلات ثرية يقدمون الدعم للمفحطين مقابل كتابة عبارات تشير إليهم على سيارة المفحط، يقول «مساعد. ش» إن بعض الشبان ممن يعشقون التباهي يدفعون مبالغ تصل لعشرة آلاف ريال لمجرد أن يكتب المفحط «لعيون فلان» على جانبي سيارته. التمويل يقضي دفع مبالغ لشراء إطارات جديدة كل ثلاثة أيام، لأن إطارات السيارة تتمزق وتمحي أثناء التفحيط «حسب قول أحد المفحطين» ويلتزم الممول كذلك باستئجار سيارة من نوع مناسب للتفحيط. والدة أحد المفحطين قالت ل«عكاظ» إن ابنها خرج من المنزل هربا من مراقبة والده بعدما وجد من يستأجر له شقة ويمده بالمصروف ليبقى مفحطا، وتشير إلى أنها بعد ذلك سمعت عن ابنها أشياء أفظع من مجرد كونه مفحطا كالشذوذ. المفحطون يتلقون الدعم والتمويل ومن ثم يسوقون لبقاء أسمائهم لامعة في عالم التفحيط وذلك بتصوير مقاطع مغامراتهم اليومية وإرسالها مجانا لأصحاب مواقع إلكترونية متخصصة بالتفحيط. أحد أصحاب هذه المواقع اسمه ياسر، قال ل«عكاظ» إنه يمول الموقع من خلال «قطة» يدفعها هو وزملاؤه الأربعة لضمان بقاء الموقع، وحين سألناه عن مدى الفائدة التي يجنيها من الموقع، أكد أنه لا يجني فوائد مالية لكنه يمارس هواية يعتقد أنها مسلية وتقتل الفراغ. إدارة السير في مرور الرياض قالت في تقرير لها إنها قبضت على 620 مفحطا، وصادرت 414 سيارة استخدمها مفحطون العام الماضي.