الجبيل. محمد الزهراني رغم كل الحملات التوعوية بمخاطر التفحيط والحوادث الكثيرة المؤلمة التي راح ضحيتها العشرات من الأرواح، وتسببت في الكثير من الخسائر المادية، فإن بعض الشباب ما زالوا يمارسون هذه الهواية الخطرة غير عابئين إلا بتلبية رغباتهم، والانطلاق في مغامرات جنونية، وهو ما يبدو جليا في عنوان أحد منتدياتهم على الإنترنت الذي يحمل عنوان «درب الخطر». وكانت حملة نظمتها إدارة مرور محافظة الجبيل بمتابعة العقيد عبدالعزيز الغامدي وبإشراف مباشر من النقيب فيصل الدوسري أطاحت ب 40 مفحطا في أحد المواقع على كورنيش الجبيل الصناعية والتي يتخذها الشباب مكانا لممارسة هوايتهم، بعد أن تعددت البلاغات والشكاوى ضدهم نظرا إلى الإزعاج والتجمهر الكبير من الشباب. وذكر العقيد عبدالعزيز الغامدي أن الحملة انطلقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل واستمرت حتى الساعة الرابعة فجرا من اليوم نفسه، وتم ضبط العديد من المفحطين، كما تم حجز مركباتهم وتوقيفهم واستدعاء أولياء أمورهم. هواية ومتعة وبحسب مصادر فإن الشباب ينشطون في ممارسة التفحيط في الأيام التي تسبق الاختبارات، فقد تم قبل امتحانات الفصل الأول توقيف 32 شابا مفحطا، بينما استدعي أولياء أمور أكثر من 76 طالبا، وأخذت عليهم تعهدات، فيما حجزت أكثر من 15 سيارة لمخالفة التنزيل، و34 أخرى بسبب مكبرات الصوت. من جانب آخر ذكر عدد من المفحطين المقبوض عليهم ل«شمس» أن التفحيط هو هوايتهم التي يجدون فيها الكثير من المتعة رغم خطورتها. وقال « ع.ح، 23 عاما» إن التفحيط هوايته المفضلة التي يمارسها دائما: «نحن شباب ولدينا طاقة كبيرة لا يمكن تفريغها إلا بالتفحيط ». وعن سبب تعلقه بهذه الهواية: «لكل شاب منا أسبابه التي جعلته يتعلق بهذه الهواية لكن بالنسبة لي فالتفحيط هو حالة حب». وأضاف أنهم يعلمون تماما خطورة التفحيط، لكنهم متعلقون به لدرجة كبيرة تجعلهم يتناسون هذه الخطورة، مشيرا إلى أن لديهم ملتقيات واجتماعات خاصة، وبعضهم يدفع مبالغ كبيرة تصل أحيانا إلى 20 ألف ريال لتجهيز سياراتهم للتفحيط. حلبات للتفحيط وطالب «ع. ج» بتوفير «حلبات» خاصة لهواة التفحيط أسوة بالدول المجاورة كالإمارات والكويت وغيرها، حتى يمارسوا هوايتهم بشكل نظامي، فالمخالفات اليومية والقبض على المفحطين لن يثمر بأي نتيجة كانت: « التوقيف خمسة أيام لن يجعلنا نقلع عن هذه الهواية، فمن تعلق بالتفحيط لا يمكن أن يقلع عنه بهذه السهولة.. أنا شخصيا أوقفت أكثر من مرة ولكن ما زلت متعلقا بالتفحيط. وأضاف « م ن ، 21 عاما»: «إنها المرة الخامسة التي يتم إيقافي فيها بسبب التفحيط، ولكن من الصعوبة التخلي عنه، ففيه متعة كبيرة رغم خطورته». واتفق مع زميله السابق على ضرورة توفير أماكن خاصة لهم يتبادلون فيها خبراتهم، فهناك شباب موهوبون جدا ويسافرون للدول الخليجية القريبة للمشاركة معهم في التفحيط، كما أن بعضهم أصبح لديه قاعدة جماهيرية عريضة، أضف إلى ذلك أن هناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تهتم بالتفحيط والمفحطين وتبث الرسائل التي تحدد أماكن التفحيط ومواعيدها.