نقل وفد من أهالي منطقة الرياض تعازي أمير العاصمة الأمير تركي بن عبدالله، وأهاليها لأسر ضحايا الحادث الإرهابي، الذي وقع في قرية الدالوة بالأحساء قبل أسبوعين. وزار وفد مكون من الدكتور عبدالعزيز الثنيان، والدكتور عبدالإله بن سعد بن سعيد، وعبدالمحسن بن عبدالرحمن الكريديس، وخالد بن عبدالعزيز بن نصار، وموسى بن عبدالعزيز الموسى، وحمد بن علي الشويعر، والدكتور عبدالعزيز الهليل، والدكتور عبدالله الصامل، أهالي شهداء الدالوة أمس في حسينية المصطفى. واستقبل رئيس اللجنة العليا للتشييع والعزاء جاسم المشرف، والمنسق للجهات الحكومية حجي النجيدي، وعدد من أعضاء اللجنة، وعدد من أولياء أمور الشهداء والمصابين والأهالي الوفد. ورحب المشرف باسم أهالي بلدتي الدالوة والمنصورة، وأهالي الأحساء قاطبة والطائفة الشيعية، التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن المبارك، بالضيوف الزائرين، مثمنين ومقدرين «تجشمكم عناء السفر، وقدومكم لتقديم واجب العزاء». وسرد المشرف للوفد قصة الاعتداء الإرهابي كاملة، مطالباً بالتصدي للإرهابيين بقوة وعدم السماح لهم بزعزعة أمن البلاد. من جانبه، قال الدكتور عبدالعزيز الهليل «أتينا باسم أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله ، وباسم أهالي الرياض جميعاً للتعزية في شهداء هذا الحادث الإرهابي في قرية الدالوة الوادعة الآمنة»، مضيفاً أن الإرهاب لا دين له وأن أبناء المملكة كلهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات تجاه هذا الوطن الغالي وحفظ أمنه واستقراره، والضرب بيد من حديد على العابثين بأمنه وبأمن مواطنيه. وتابع «لا يمكن أن ينسب هذا الحادث الإرهابي إلا لمَنْ قام به فهو المسؤول عنه، أما باقي المواطنين فلا نحمّلهم هذه المسؤولية الجائرة الإرهابية الظالمة لأنهم أدانوا هذه الحادثة منذ أن وقعت». ودافع الهليل عن المنابر حول اتهامها بأنها أثمرت عن هذه الحادثة، وقال «منابرنا ولله الحمد منابر ليست فيها لغة الإرهاب، وليس فيها التحريض على مثل هذه الحوادث التي تقع، مناهجنا بريئة من هذا، ولكن يوجد شواذ في كل جهة وفي كل مكان، كما يوجد مَنْ يتحدث عن هذه الطائفة، كذلك يوجد مَنْ يتحدث بالعكس، ولكن نحن نقول كله لا يرضي الله عز وجل ولا يرضي رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا يرضي القيادة أو الشعب في كل أنحاء المملكة، لا نحمّل هذه الحادثة المأساوية الإرهابية إلا هؤلاء الإرهابيين الذين قاموا بها». ثم تحدث الدكتور عبدالعزيز الثنيان، وقال: نحن نتعايش تحت الحكم السعودي منذ قرون والسنة والشيعة يتعايشون ويتزاورون ويتشاركون فلا يجوز أن تكون مثل هذه الحادثة سبباً للتفرقة، بل يجب أن تزيدنا إصراراً وتحدياً». ثم تحدث الشيخ عادل بو خمسين عضو اللجنة، وقال: حضوركم هو مواساة لنا في العزاء وموقف ضد كل الإرهابيين والجناة، وحضوركم هو إفشال لمخططاتهم وما أرادوا، وهؤلاء لم يختاروا المكان والزمان في ليلة العاشر من المحرم إلا ليضعوا فتنة في هذا الوقت، وكان بإمكانهم أن يقوموا بفعلتهم في أي زمان ومكان آخر، لكن اختيارهم جاء بهدف صنع الفتنة، ورغم الألم والجرم والمعاناة بفقداننا فلذات أكبادنا وأبنائنا دسنا على الجرح والألم، أدركنا أنها بوادر فتنة والحمد لله مشايخنا وعقلاؤنا وأعياننا ووجهاؤنا تحلّوا بالحكمة وقمنا لنفشل هذا المخطط ابتداءً من التشييع الذي حضره قرابة 250 ألف مشيع ولم نرفع فقط صور أبنائنا، بل رفعنا صور شهداء الواجب الذين قتلوا في محاربتهم الإرهابيين واعتبرناهم جميعاً شهداء الوطن. وتحدث الشيخ حبيب المطاوعة والد الشهيد زهير مرحباً بالوفد، وقال «كنا متوقعين أن يأتي أي مسؤول لتقديم التعازي لنا جميعاً، وحضوركم من دون أي كلمة عزاء هي تعزية ومواساة، ولا شك أن المشاعر كانت متعلقة من لحظة وقوع الجريمة وإلى الآن بهذه البلدة الحبيبة، لأن الجرح الذي حدث والفاجعة التي حصلت ليست فاجعة الدالوة فحسب، بل هي فاجعة الوطن بأكمله ولهذا بادر سماحة مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز آل شيخ ليكون أول مَنْ ستنكر هذا الحادث، وبيَّن أن هذه الدماء معصومة ولا يجوز لأحد أن يتعرض لآخر، ونحن نقدر مجيئكم وهذه الزيارة، وفي الواقع أن هذا الحدث أبان عكس ما أراد فاعلوه، فهم يريدون تمزيق الصف، وتشتيت الوحدة، ولكن بعون من الله انعكس السحر على الساحر، وبدلاً مَنْ أن يفرّقوا جاءت القضية عكسية وزاد التلاحم».