أجرى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ظهر أمس الاربعاء اتصالاً هاتفياً بعدد من أهالي ضحايا قرية الدالوة في الاحساء الذين استشهدوا جراء العمل الإرهابي الذي وقع ليلة العاشر من المحرم وأودى بثمانية شباب. وعبر سموه لأهالي الضحايا عن تعازيه ومواساته لهم بمصابهم داعياً للشهداء بالرحمة والمغفرة، مؤكداً في الوقت ذاته وقوف الدولة رعاها الله إلى صفهم في وجه الإرهاب والإرهابيين، لافتاً إلى أن ماحدث ساهم في زيادة التكاتف والتلاحم بين أبناء الوطن وخلق ملحمة وطنية وعززت تلك الروح التي يتمتع بها أبناء الوطن تجاه بعضهم البعض الآخر. إلى ذلك قام وفد كبير من إمارة منطقة الرياض ويضم مجموعة من رجال الأعمال لأهالي شهداء قرية الدالوة وضم الوفد كلا من الدكتور عبدالعزيز الثنيان، والدكتور عبدالاله بن سعد بن سعيد، وعبدالمحسن بن عبدالرحمن الكريديس، وخالد بن عبدالعزيز بن نصار، وموسى بن عبدالعزيز الموسى، وحمد بن علي الشويمر، والدكتور عبدالعزيز الهليل، والدكتور عبدالله الصامل. وكان في استقبالهم في حسينية المصطفى (المكان الذي شهد الحادث الارهابي) مجموعة من وجهاء الأحساء ضم حجي النجيدي، ويوسف الطريفي وشاكر العليو، وعلي السلطان. وعبر جاسم المشرف رئيس اللجنة العليا للتشييع والعزاء عن مشاعره وأهالي الدالوه بهذه الزيارة بقوله: باسم أهالي بلدتي الدالوة والمنصورة هاتين البلدتين الموجعتين لهذا الفعل الأجرامي المشين، وباسم أهالي الأحساء قاطبة وباسم الطائفة الشيعية والتي تمثل جزءا لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن المبارك، نرحب بأحبابنا وإخواننا وبأنفسنا من عاصمة هذا الوطن، من إمارة الرياض ومن رجال أعمالها ووجهائها أي وجهاء الوطن، مثمنين ومقدرين تجشمكم عناء السفر، وقدومكم لتقديم واجب العزاء فلكم الشكر والتقدير. تحدث بعدها الدكتور عبدالعزيز الثنيان بالقول: نحن نتعايش تحت الحكم السعودي منذ قرون والسنة والشيعة يتعايشون ويتزاورون ويتشاركون فلا يجوز أن تكون مثل هذه الحادثة أن تكون سببا للتفرقة بل يجب أن تزيدنا إصرارا والتحدي والمزيد من التآلف نحن بلد مستقر دولتنا ولم تسجل حوادث طائفية وبجود مثل هذه الحوادث تزيدنا قربا والطائفة السنية والشيعية ينكرون على الغلاة من كل طرف. تحدث بعدها الشيخ حبيب المطاوعة "والد أحد الشهداء" أشار إلى أن حضوركم هو تعزية ومواساة لنا ولا شك بان المشاعر كانت ومنذ لحظة الحدث والى الآن ومستقبلا بهذه البلدة الوادعة الحبيبة لان الجرح الذي حدث والفاجعة التي وقعت هي ليست فاجعة الدالوة أو الاحساء بل هي فاجعة الوطن ولهذا بادر سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة أول من بادر استنكار هذا الحدث وبين بان هذه الدماء معصومة ولا يجوز لأحد أن يتعرض لها نقدر هذه الزيارة وفي الواقع أن هذا الحدث أبان عكس ما أراده فاعلوه كانوا يريدون تمزيق الصف وتشتيت الوحدة وتفريق الشمل ولكن بمنة من الله سبحانه وتعالى انعكس السحر على الساحر جاءت القضية عكسية زاد التلاحم وأنا دقيق في تعبيري لان التلاحم موجود أصلا ولله الحمد. وفي كلمته قال الدكتور عبدالعزيز الهليل: أتينا باسم أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز وباسم أهالي الرياض جميعا للتعزية في هذا الحادث الإرهابي في هذه قرية الدالوة الوادعة الآمنة أن الإرهاب لا دين له وان أبناء المملكة العربية السعودية كلهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات تجاه هذا الوطن الغالي وحفظ أمنه واستقراره والضرب بيد من حديد على العابثين بأمنه وبأمن مواطنيه لا يمكن أن ينسب هذا الحادث الإرهابي إلا لمن قام به فهو المسؤول عنه أما باقي المواطنين فان لا نحملهم هذه المسؤولية الجائرة الإرهابية الظالمة لأنه ولله الحمد قد أدان هذه الحادثة منذ أن وقعت خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وسمو الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية والجميع المسؤولين في هذه البلاد وجميع المواطنين قد أدانوا هذه الجريمة في شرق المملكة وغربها وشمالها وجنوبها وضربوا ولله الحمد أروع الأمثلة في قوة هذا الوطن وتلاحم أبنائه ولذا فلا يمكن أن يقال بان المنابر هي التي أثمرت هذه الحادثة منابرنا ولله الحمد منابر ليس فيها لغة الإرهاب وليس فيها التحريض على مثل هذه الحوادث التي تقع مناهجنا بريئة من هذا ولكن يوجد شواذ في كل جهة وفي كل مكان كما يوجد من يتحدث عن هذه الطائفة كذلك يوجد من يتحدث بالعكس ولكن نحن نقول كله لا يرضي الله عز وجل ولا يرضي رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يرضي القيادة أو الشعب في كل أقطار المملكة لا نحمل هذه الحادثة المأساوية الإرهابية إلا هؤلاء الإرهابيين الذين قاموا بها. بدوره أكد فضيلة الشيخ عادل بوخمسين بان الإرهابيين أرادوا أن يفرقونا فازددنا اجتماعا وأرادوا أن يزرعوا فتنة فازددنا تلاحما هذه الحادثة ما هي إلا ناقوس مبكر لنا جميعا أبناء الوطن أن هناك من يتربص الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها وهؤلاء أرادوا أن يوقظوها ولكننا جميعا مسؤولية أن نغلب الحكمة ونغلب المصلحة العامة وان نتعامل بوعي وفطنة لان الفتن تحوم حول بلدنا الحمد لله الموقف الرسمي وعلى أعلى المستويات التعازي والمواساة حتى على المستوى الاجتماعي وهذه الزيارة نموذج وصورة من تلك الصور الرائعة، ولفت إلى أن هذه الزيارة الكريمة تأتي لتكمل التعاطف والتلاحم الوطني وتسجيل الموقف الوطني ضد الارهاب والارهابيين، كما أنه يمثل موقف اجتماعي من عموم مناطق المملكة وموقف موحد ضد هذه العملية الارهابية، كما أنها رسالة واضحة لإفشال الفتنة التي أرادها الإرهابيون. لحمة وطنية اجتمعت في مكان وقوع الحادثة الأليمة جماعية تضم الوفد وأهالي الضحايا د. الثنيان ينقل تعازي أهالي الرياض