ثمّن آباء وذوو ضحايا حادث الدالوة في الأحساء الدور الأمني في القبض على مرتكبي الجريمة التي وصفوها بالشنيعة في حق أبنائهم ووطنهم مقدمين تعازيهم لضحايا الحادث من رجال الأمن. وأشاروا إلى حنكة القيادة في المملكة، وإلى إيمانهم بأن أبناء هذا الوطن فيهم كثير من أهل الخير والعلم والخبرة في جميع المجالات، متمنين أن يقوم الجميع بواجباتهم قبل أن يضيع الوطن في غفلة. وقال الأهالي في بيان لهم أمس «في مصابنا الجلل نشكر ونقدر كل من وقف معنا من أهلنا وأحبتنا في الأحساء وخارجها، ونشكر كل الوطنيين الشرفاء الذين أعلنوا مواقفهم الصادقة والحريصة على وحدة المسلمين والوطن، كما أننا متابعون ومقدرون لما قامت به القوات الأمنية حتى الآن من جهود للقبض على الجناة الجبناء أعداء الله والوطن، وما زلنا نترقب النتائج النهائية لهذا الأمر، كما نتقدم بأحر التعازي لأهالي شهداء الواجب الذين سقطوا في هذه العملية الوطنية». وأضاف البيان «رغم قداسة هذا اليوم «العاشر من المحرم» لدى جميع المسلمين إلا أن يد الغدر الغاشمة اختارته لتفجعنا وتفجع الأحساء والوطن بهذه الدماء البريئة الآمنة المسالمة، وهم من وراء ذلك يعتقدون بأنهم سيفلحون بهذه العملية باندلاع الفتنة والإخلال بأمن هذا الوطن واستقراره والسعي وراء تدهوره وانحداره وإلحاقه بأتون الحروب الطائفية والأهلية التي تدور من حولنا». وتابع ذوو الضحايا في بيانهم «إننا نؤمن بأننا جميعاً قادرون على إفشال هذا المخطط وعلى إطفاء شرارة هذه الفتن، ولكن ذلك لا يتم إلا بتعاون الجميع، بل والتضحية من الجميع، والشعور بالمسؤولية وأننا في مركب واحد، ولا مجال اليوم للاستمرار في بعض الأخطاء التي قد تفقدنا كل مكتسباتنا الوطنية والاجتماعية والمادية لنغدو صفر اليدين، ولا مجال اليوم للانتظار والتلكؤ». وطالبوا بدراسة كل المسببات التي تسهم في مثل هذه الجرائم التي تولِّد الإرهاب والتطرف بين المواطنين بعضهم بعضاً وأخرجت شباباً في عمر الزهور ليقاتلوا في معارك وهمية وخاسرة ليس من ورائها سوى الخراب والدمار الذي قد يجلبونه معهم لبلادهم، عملاً أو فكراً. كما طالبوا بالإسراع في اتخاذ القرارات الحاسمة وسن القوانين الصارمة التي تمنع تفشي هذه الأفكار الهادمة للوطن، والتركيز على الناشئة وسير العملية التربوية والتعليمية، وكذلك الإعلامية وغيرها في جميع المجالات. وبينوا أن أبناءهم لم يكونوا أول ضحايا للإرهاب في وطننا الغالي، فقد زُهقت قبلهم عديد من الأرواح وفي عدة مناطق. ولكن نقول: إن كانت دماء فلذات أكبادنا هي خاتمة المآسي، فإننا والله لا نبخل بها قرباناً لله ولهذا الوطن وأمنه واستقراره، ونرخص أرواحنا فداء له، وهذا حدود ما نستطيع، فندعو الجميع لتقديم ما يستطيعون بصدق وجد من قول وعمل.