- الساعات التي تلت جريمة الإرهاب التي وقعت مساء أمس الأول في الأحساء سجلت من الأحداث والمواقف ما يستحق أن نتوقف عنده. - أمن المملكة مسؤولية تقع على عنصرين: رجال الأمن، وأفراد المجتمع، وكلاهما أثبت مجدداً، يومي أمس وأمس الأول، ولاءه التام لاستقرار الوطن وأمنه وثقته في أن العنصر الآخر يؤدي دوره على أتم وجه. - المجتمع السعودي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه مجتمع متلاحم يُعلِي من قيمة الوحدة الوطنية، ومجتمع متعايش يَقبل سنن الاختلاف في الأرض، ومجتمع وسطي يرفض العنف والقتل والفوضى والتخريب ويصر على التمسك بالقيم الدينية، ومجتمع واعٍ يتجنب نقل الشائعات ويتثبت من كل ما يُنقَل، ومجتمع واثق في أن أجهزة الدولة تجلب له حقوقه وتدفع عنه العدوان. - هذه المعاني ليست جديدة علينا كمجتمع، لكننا أحياناً نقسو على أنفسنا ونبالغ في نقدها وصولاً إلى حد التحامل والجلد، فتأتي المواقف لتثبت أن فينا الخير الكثير. - هذا عن المجتمع، أما الأمن فسجَّل حضوره اللافت كعادته في ميدان الحرب على الإرهاب. - لم تمر ساعات على الهجوم الإرهابي في قرية الدالوة حتى بدأ الإرهابيون في التساقط، إنها ثقافة أمنية تجدها حاضرة باستمرار في المملكة، ثقافة مواجهة الأخطار والتهديدات بالحزم والسرعة ليأمن الناس على أنفسهم ولينال الجاني عقابه. - ساعات ما بعد الحادث مرَّت على السعوديين مؤلمة وحزينة وصادمة، لكنها حملت مؤشرات مطمئنة عن مستقبل هذا البلد.