إبراهيم اليازجي يقول: خلوا التعصب عنكم واستووا عصباً .. على الوثام ودفع الظُلم تعتصب التعصب الرياضي Hooliganism لا يقوم على أساس منطقي أو حقيقة علمية، هو أحد أنواع التعصب المختلفة صوره، ولكم نتفق على أنها مشتركة في الهدف، وهو توسيع هوة الخِلاف وتفكيك النسيج الاجتماعي والوطني. والتعصُّب الرياضي حسبَ ما قيل في معناه، هو الحب الشديد لفريق أو رياضة دون غيرها وعدم تقبل النقد. فهو يجعل الفرد يرى أو يسمع ما يحب أن يراه ويسمعه، ولا يرى ولا يسمع ما لا يحب رؤيته أو سماعه. يقول عالم النفس الدكتور مصطفى زيور، إنَّ التعصُّب هو «ظاهرة اجتماعية لها بواعثها النفسية». إن الخلاف بين القيادات الرياضيِّة في الأنديِّة والأشخاص، يؤدي إلى تدمير بنى تحتية بناها أبناء الوطن بجهدٍ لسنواتٍ طويلة، وأقرب المناظر التي تدل على ذلك ما حدث في الأيام القريبة الماضية بين الأنديَّة السعوديِّة الكبيرة التي تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة من مختلف الفئات العمريِّة، فكل فريق يريد لفريقه العالميِّة بل وصل الأمر إلى أن أحدهم قال: لو أنَّ فريقا إسرائيليا يُقابل الفريق المُنافس لدعوت الله ليلاً ونهارا أن يفوز الفريق الإسرائيلي على الفريق المُنافس للنادي الذي أحبَّه. هذا الجانب الآخر من أشكال الاستفزازات، يدفع الشباب السعودي إلى مشكلات داخليِّة في قلب المُجتمع، تتقاتل فيها الأسماء الإعلاميِّة في شبكات التواصل الاجتماعية والقنوات الرياضيِّة تحت اسم «التعصُّب الرياضي»، الذي يشبهُ تماماً في المعتقد التعصُّب الديني الذي سَاهم بشكلٍ كبير في نشأة الأجيال بسيكولوجية القتل والدمار باسم الإسلام وهو بريء منهم، كما هي الرياضة بريئة من التعصُّب المذموم . هذا المأزق الرياضي هو نتيجة المتعصبين رياضياً، عبر تفريغ الأسلحة الكلاميِّة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي تشبه تماماً الدبابات والمدافع ضد الوطن من خلال العصبية، وهذا سوف يُنتج جيلاً لا يعرف سوى الأزمات والصراعات الاجتماعية، ويولد العداءات التي تُساهم في إهدار الموارد البشرية والفنية ويغير الأولويات المجتمعية، فهو لا يصب في مصلحة الفرد والمجتمع والدولة. كما أنَّ الأشخاص الذين يتحدثون في شؤون الرياضة في المُجتمع كما لو أنهم يستخدمون لوحة شطرنج رياضي يشكِّلون رأي المُجتمع على هواهم ويستهينون بالعقول، كما لو أنَّهم خلصوا إلى أن الحركة الرياضيِّة للمُجتمع ليست أهلاً للثقة وأنها يمكن أن تؤول إلى دكتاتورية ذات صبغة تعصبيِّة. فالقوى الخارجيِّة التي لا تُريد للوحدة الوطنيِّة أن تستمر يستخدمون التعصُّب من خلال سلاح الكلام لانَّ الذخيرة هو حبّ الأنديِّة. ومحاربة التعصب الرياضي، هي إحدى الخطوات الأولى لصناعة المجتمع المدني المتسامح، لانَّ الرياضة نظام اجتماعي محوري لشغل وقت فراغ الشباب والترويح عنهم وتفريغ التوترات النفسية والاجتماعية التي تولدها ضغوط الحياة، لذا يجِب أن تكون الرقابة على الإعلاميين المُتعصبين صارمة، وأن يتم تطهير الإعلام من كل ما يحمل ولو نوعا خافتا من التعصب.