يطلق التعصب الرياضي على كل حالة تطرف في الآراء، لصالح ناد رياضي أو أندية ضد ناد آخر من نفس الدولة أو المنطقة، وعادة ما يكون ذلك مصحوبا بالإساءة والاستهزاء والسخرية والاتهامات والتجريح غير المبرر والمرفوض شرعاً. ومن هذا المنطلق قام ملحق «آفاق الشريعة» بعمل هذا التقرير: يقول عمر المهنا رئيس لجنة الحكام إن معظم شرائح المجتمع باختلاف فئاتها تشجع وتحب الرياضة خاصةً كرة القدم؛ إلا أنه يجب عليهم الابتعاد عن التصعب، فالرياضة محبة وأُلفة وتقارب وليست كرها فيما بيننا وشحناء وضغينة، فالتعصب له أضرار كثيرة منها أن الإنسان قد يغضب الغضب الشديد ويفقد أعصابه ولا يستطيع أن يتمالك نفسه ويضبط مشاعره، وهذا ينتج عنه آثار سلبية، قد يتخاصم الأخوان ويتشاجران بسبب التعصب وقد يقطع الوصل ويهجر الأقارب والأصدقاء بعضهم والسبب تعصبهم لفريق أو ناد معين. وأشار المهنا إلى بعض الشباب الذين يعقون والديهم بسبب متابعة مباراة والجميع يتفق على حرمة هذا الشيء، لأن بر الوالدين أهم وأولى من عصيان أوامرهم أو التكاسل عن تنفيذها، والمصيبة الأكبر ترك الصلاة لأجل متابعة المباراة، فالصلاة ركن من أركان الإسلام من تركها فقد كفر، فيجب على المسلم عدم التهاون في أدائها لأي سبب سواء مباراة لكرة القدم أو غيرها. ويؤكد يحيى بيومي طالب جامعي أن التعصب الرياضي أمر خاطئ من كل الجوانب ومرفوض تماماً ومستحيل أن يأتي بآثار ايجابية بل سلبية فقط، تبدأ بالسبّ أثناء المباراة بين المشجعين أو سبّ اللاعبين أو لجنة التحكيم، والسب أمر مذموم ومنهي عنه شرعاً وعرفاً، ومن السلبيات حب اللاعب الأجنبي غير المسلم وهذا أمر مخالف للشرع ولعقيدتنا الإسلامية فأين الولاء والبراء والاقتداء بسيّد البشرية الرسول «صلى الله عليه وسلم» والصحابة والتابعين. فعلى الشخص أن يختار قدوته الحسنة فلا يختار لاعبا غير مسلم قدوة له، وحتى ان اراد المشجع ان يحب لاعبا، فيحب من هو مسلم ويعرف عنه الأخلاق الحميدة ويذكر بيومي أن اكبر خطأ في التشجيع ومتابعة المباريات هو ترك الصلاة وهذا الأمر منتشر بيننا بكثرة. ويرى عبدالرحمن المساعد موظف خدمة عملاء بالشركة السعودية للكهرباء أن التعصب الرياضي لا يليق بالشاب المسلم؛ لأن في أصله شيئاً من الجاهلية وليس من الإسلام، فعلى الشاب المسلم الابتعاد عنه، وقد يجبرني تعصبي لفريق معين أن أتابع جميع مبارياته مما قد يمنعني من أداء فريضة الصلاة الواجب علي أداؤها، بالإضافة إلى منعي من تنفيذ أوامر الوالدين لانشغالي بمتابعة المباراة، بالإضافة إلى تأثيره على مستوى الطالب الدراسي لانشغاله عن مذاكرة دروسه. ووصل التأثير حتى على الموظف هناك بعض الموظفين يقومون بتصرف خاطئ وهو الخروج من الدوام قبل انتهاء فترة العمل من أجل مشاهدة احدى المباريات، أين ضمير ذلك الموظف حينما يغادر عمله دون إتمامه ويستلم مقابله أجراً على أنه أتم يومه كاملاً، يفعل كل هذا من أجل مباراة كرة قدم ولم يستشعر رقابة الله عليه، ويختم المساعد حديثه بنصيحة للشباب قائلاً: تابع مبارياتك، شجع فريقك المفضل، لكن بحدود قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا، ولا تخرج عن نطاق ذلك فأخلاقك هي دليل عنوانك. ويعتبر صالح العجاجي (مسؤول بالبنك السعودي البريطاني) التعصب الرياضي مرضاً منتشراً بين المشجعين لكرة القدم ويجب أن يعالج بالتوعية من الأندية الرياضية نفسها، فرئيس النادي هو من يجب عليه أن يحارب هذا التعصب، فلا يدافع بشدة عن فريقه ولاعبيه سواءً كانوا مخطئين أو محقين، ومن الممكن أيضاً استغلال ربع الساعة بين الشوطين في المباريات بتوعية الشباب بإلقاء كلمة في المدرجات من قبل المختصين وعبر شاشات التلفاز، وتسخير كافة الجهود الاعلامية لنشر الوعي بين كافة شرائح المجتمع المتعصبة. ويبدي عبدالرحمن الغامدي طالب بالثانوية رأيه، ويقول: أنا ضد التعصب الرياضي لأن المشجع المتعصب لفريقه تخرج منه ألفاظ بذيئة حينما يخسر فريقه من سبّ وشتم للفريق الآخر، فلذلك يجب الابتعاد عن تلك الألفاظ السوقية والتي تجلب أمورا لا يحمد عقباها.