كشفت أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الملك خالد الدكتورة بشرى إسماعيل، عن دراسة أثبتت أن 67 % من الطلبة في المملكة يستعملون وسائل التواصل لأغراض غير دراسية، و78% منهم تأثروا سلبياً في تحصيلهم الدراسي. مؤكدة على أهمية دور الجامعات والمدارس في تقديم المساعدة للطلاب والطالبات في التغلب على مشكلات التحصيل العلمي. وأكدت أن نفسية الطلاب تلعب دوراً مهماً في تحديد قدراتهم على التحصيل العلمي بشكل مميز، وقالت: «موضوع التحصيل العلمي يشكل أهمية كبرى كونه الطريق لاختيار مهنة المستقبل، والمكانة الاجتماعية التي من الممكن أن يحتلها في المجتمع». مبينة أن مستوى التحصيل يتحدد بمجموعة عوامل متداخلة منها التربوية، والاقتصادية والاجتماعية، والأسرية، والثقافية، والنفسية. وبيّنت أن التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتطورات المعاصرة التي فرضت نفسها في مختلف مجالات الحياة، تسببت في تضاعف المعرفة كما أدّت إلى حدوث تغيرات في المنظومة التعليمية، وفي نمط حياة الطلاب، وعلاقاتهم الاجتماعية، وأهدافهم وأولوياتهم حيث اختلفت طرق تعاملهم مع الواجبات والمهام الدراسية وتغير دور الطالب عن ذي قبل ما أدّى إلى ظهور كثير من المعوقات الأكاديمية، كنقص مستوى الدافعية للتعلم، وقلق الاختبارات، والتسرب الدراسي، والتأخر الدراسي، ما يؤدي إلى استنزاف طاقات وجهود الدولة وميزانيات التعليم ومن ثم ضعف مستوى الكفاءة الداخلية لقطاع التربية والتعليم رغم الجهود المبذولة فيه. وأشارت أن التحصيل الدراسي يعني المجموع العام لدرجات التلميذ في كافة المواد الدراسية، أو درجة الاكتساب التي يحققها الشخص، بالإضافة إلى مستوى النجاح الذي يصل إليه في مادة دراسية، و هو كل أداء يقوم به في المواضيع المدرسية المختلفة والذي يمكن إخضاعه للقياس عن طريق درجات اختبار و تقديرات المدرسين أو كليهما. ولفتت أن ضعف التحصيل الدراسي عبارة عن انخفاض نسبة التحصيل للتلميذ دون المستوى العادي أو المتوسط لمادة دراسية، أو أكثر نتيجة لأسباب متنوعة، منها ما يتعلق بالتلميذ نفسه، أو ما يتعلق بالبيئة الأسرية والاجتماعية والسياسية. وأوضحت أن الطالب الذي يعاني من نقص في الكفاءة الاجتماعية، أو ضعف في مهارات تكوين علاقات جيدة بالآخرين قد يكون مستوى تحصيله منخفضاً لسوء علاقاته بأصدقائه، ومعلمه، أو والديه، وبالآخرين المحيطين به، كذلك بسبب مفهوم الطالب السلبي عن نفسه، التي تؤدي به إلى انخفاض تقديره لذاته، وثقته في نفسه ما ينعكس على قدرته لضبط سلوكه، والتحكم فيه، بحيث تتكون لديه أفكار غير منطقية حول الدراسة مثل التهوين، أوالتهويل، ويتدنى بذلك نتيجة مستوى شعوره بالأمن، كما ينخفض توافقه النفسي، والاجتماعي، والدراسي. كما أن الخلافات الأسرية، والعنف الأسري الذي يمارس ضد الطالب من والديه، بالإضافة إلى التفكك الأسري الذي يكون بسبب وفاة أحد الوالدين، أو كليهما، أو بالطلاق، أو سفر أحد الوالدين، والحرمان العاطفي يؤدي إلى مشكلات دراسية للأبناء، ويضعف مستوى تحصيلهم. وقالت» هناك كثير من المشكلات والاضطرابات النفسية التي تقف خلف مشكلة ضعف التحصيل الدراسي كالعدوان، والكذب، والتمرد، والعناد، واضطرابات المزاج كالقلق، والاكتئاب، واضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية، أو اضطراب فرط الأكل، واضطراب نقص الانتباه، وفرط الحركة، والنشاط، وصعوبات التعلم واضطراباته، واضطراب السلوك المعادي للمجتمع (السيكوباتي)، وتعاطي المخدرات، وفرط، وسوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي. ووجهت إسماعيل بعض النصائح للطلاب لرفع مستوى تحصيلهم الدراسي، وقالت: «ننصح الطلاب بأن يضعوا أهدافاً محددة لهم ويخططوا كيف يحققونها، وأن يحرصوا على الاستذكار أولاً بأول وعدم التسويف في القيام بالواجبات الدراسية، وقراءة الدرس أو المحاضرة قبل شرح المعلم، و التركيز أثناء الشرح، و محاولة استخدام أكثر من حاسة، والمراجعة الدورية على مدى الفصل الدراسي، و محاولة تصحيح بعض الأفكار الخاطئة عن التعليم أو المعلم، وأن يثق الطالب في قدراته وربه، وأن يركز على الفهم أكثر من الحفظ الأصم، وأن يستخدم ملخصات يقوم بإعدادها بنفسه. وأضافت «ننصح الطلاب باستخدام المثيرات أثناء الاستذكار لتساعدهم على الاسترجاع، والانتقال من البسيط إلى الأصعب وعدم البدء بالصعب أثناء الاستذكار حتى لا يؤدي إلى الفتور، وعدم استذكار المواد المشابهة بشكل متتال فلابد أن يباعد بينها بفاصل زمني مناسب حتى لا يحدث تداخل أو تعارض يعوق الاسترجاع أو التذكر ، كما يجب عليهم استذكار الدروس في نفس يوم شرح المعلم دون فاصل زمني طويل، والحرص على النوم المنتظم وتجنب السهر واستخدام المنبهات أو العقاقير، وعدم الاستخدام المفرط لشبكات وبرامج التواصل الاجتماعي التي تشتت الانتباه وتسرق الوقت. وأشار إلى ضرورة عقد دورات تدريبية للطلاب لتنمية مهاراتهم النفسية والاجتماعية، والحياتية، مع إعداد البرامج الإرشادية التنموية، والوقائية والعلاجية وتقديم الخدمات الاستشارية والإرشادية للطلاب. ويجب تفعيل دور الإرشاد الأسري، ومجالس الآباء لزيادة التواصل بين المدرسة والمنزل، واتباع أساليب متطورة لزيادة مستوى التحصيل الدراسي للطلاب، وإثراء البيئة المدرسية ثقافياً، واجتماعيَّاً، وترفيهيَّاً، مع تمكين الطالب من ممارسة حقوقه في التعبير عن رأيه وتقويمه للمنهج، والمعلم، والإدارة المدرسية، مع اشتراكه في كافة الأنشطة الطلابية وفقاً لميوله.