الإنسان خلقه الله خليفةً في الأرض وأمرهُ بإعمارها وبنائها والعيش من خيراتها، وحمَّلهُ الله جل وعلا الأمانة وأمرهُ بالعدل. حمل الإنسان الأمانة دون سائر المخلوقات وتحمَّلها هو بدوره ومنهم من أحسن ومنهم من أساء. الإنسان مكلف ومسؤول بل ومحاسب أيضاً. الإنسان جسد وروح، جسد يعيش به ويغذيه، وجوارح يعمل بها ويكسب بها قوته ويعيل بها أبناءه ويبني بها وطنه ومجتمعه، جسد يؤدي به فرائضه وشكر ربه، وروح اختلفت عن النفس في أمور كثيرة، فالروح هي التي تشتاق وتتوق، وهي التي تمل وتصاب بالضجر والروح هي التي تشتهي وليست النفس. أما النفس فهي التي تُعذب وهي التي تذوق الموت عندما تفارق الجسد. النفس دائما ماتكون منسوبة إلى صاحبها، فصلاح الإنسان ينسب لنفسه وإساءته تنسب لنفسه وليس لروحه. بعكس الروح التي كانت مقدسة ومشرفة وهكذا ذُكرت في القرآن الكريم ولم يُذكر لها أي هوى ولاتدنس ولا ضجر أو ملل ولم تنسب لصاحبها الإنسان قط بل كانت منسوبة إلى الله تعالى. لذلك دائماً توصف بأوصاف حسنة طاهرة. فنحن حين نصل إلى نقطة الفهم والتفريق بين الجسد والروح نفهم إذن أن الروح والجسد لديهما احتياجاتهما التي لا دخل للنفس فيها، لأن الروح هي التي نفخها الله تعالى في الإنسان من روحه جل وعلا. إن تكامل احتياجات الجسد والروح تخلق للإنسان الطمأنينة التي يحتاجها، ومن المهم أن يتفهم الإنسان احتياجات جسده فيغذيها بالطعام والشراب ويحافظ على صحته ويقيها من الأمراض ويكمل أيضاً احتياجات روحه ويغذيها بالعبادة والتقرب من ربه، وبكل ماهو جميل ويسمو بروحه. وفي جميع الأديان وبمختلف الثقافات يغذي الإنسان نفسه روحياً ولا يقصر راحته وطمأنينته على حاجات جسده فقط.