اي مخلوق يجرؤ بالتعالي والتمرد وعصيان خالقه؟ انه (ابليس) العاصي والجاني على نفسه والمطرود من رحمة الله . وعن سيدى ابن عباس رضى الله عنهما , قال : ان ابليس قبل ان يرتكب المعصية كان اسمه عزازيل وهو من سكان الأرض وصعدت به الملائكة للسماء وكان من أشد الملائكة عليهم السلام اجتهادا وأكثرهم علماً وهو من حي يقال له الجن, وكان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة وخازن على الجنان وله سلطان الدنيا والأرض ورئيس الملائكة, وعندما أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام, أصابه الحسد و امتنع عن السجود وقال ... أنا خير منه خلقتني من نار , قال ابن عباس رضي الله عنهما .. قال تعالى: ( خلق الجان من مارج من نار) وخلقته من طين . فخالف الأمر الالهي العظيم وأعرض عن ربه وأخطأ فى قوله وعصاه وأُبعد وأُخرج من رحمته , ونزل من مرتبته التى كان عليها من العبادة, وكان قد تشبه بالملائكة و هو ليس منهم ولم يكن من جنسهم لانه مخلوق من نار والملائكة مخلوقون من نور, فهبط من الملأ الأعلى للأرض فنزل حقيرا وذليلا متوعداً بالنار وعذابها هو وحزبه من الجن والانس الذين اتبعوه وأضلهم معه , هذا هو ابليس اللعين تعالى على معبوده وخالقه الصمد (الاله والرب المطاع الذى لا يقضى من دونه سبحانه أمر, وعليم ومتمكن امره نافذ يعمد له الخلق لقضاء حوائجهم). أيها الخبيث الملعون والغبى انت ومن سار على نهجك وخطاك, وكفرت بربك وبحكمه وارادته وقضاه العادل , واثبت العلم بمشيئة الله جلت قدرته وبجوده وتفضله على عباده ليكونوا علماء ومتفقهين بدينهم الذى هو عصمة أمرهم ودستورهم ان ابليس والعياذ بالله منه مخلوق من مادة كونية بإرادة الخالق حية ونشطه وله العلى بديع الصنع فى خلقه شؤون لا يُسأل وهم يسألون , وخلق آدم عليه السلام آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة ببعث ملك الموت للأرض فاستعاذت الأرض منه , فقال لها أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمر ربي , فأخذ من وجه الأرض تربة بيضاء وحمراء وسوداء وخلطها فلذ لك خرج بنو آدم مختلفين . وصعد بها للسماء بقدرة المولى أصبح طينا لازبا فخلق الله آدم بيده الربانيه حتى لا يتكبر ابليس عليه .فخلقه العليم الخبير بشراً وظل جسداً من طين أربعين سنه , ففزعت الملائكة منه لما رأوه وكان أشدهم فزعا ابليس , فيمر بالجسد ويضربه فيصوت الجسد ويقول له ابليس , لقد خلقت لامر عظيم وكان يدخل للجسد من فمه ويخرج من دبره و يقول للملائكة لا ترهبوا من هذا الجسد فأنا ربكم (الصمد) وهذا أجوف ولئن سلطت عليه لأهلكته , ولما بلغ الأجل الذى أراده الله لجسد آدم فنفخ بعزته وجلاله الروح فيه ولما دخلت الروح فى عينيه ونظر إلى ثمار الجنة, فلما دخلت فى جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل ان تبلغ الروح رجليه بسرعة إلى ثمار الجنة فقال الله تعالى (خلق الانسان من عجل) بإرادته وأمره خلق آدم كما خلق ابليس إلا أن خلق آدم كان من تراب وهى أيضاً مادة كونيه وكتلة خامدة وهامدة ولكن بعظمة الاله الواحد وبمزجها بالماء, قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي) اصبح انساناً وعبداً متحركاً ومفضلا من معبوده على سائر الخلق, أيها الطغاة والعتاه والجاحدون من ضلوا واتخذوا ابليس معبوداً. انهم عبدته اغبياء مثله,البعض منهم بلغ به الشرك فزعم ان ابليس أعطاهم الحرية ينشدونها ويطبقونها كيف ومتى شاؤوا هو بضلاله هيأها لهم وهم صدقوه والبعض من تجنى عليهم واغواهم تخيلوه بريئا ومظلوماً بل ولم ينل ويمنح الفرصة لكي يدافع عن نفسه,كذبتم أيها البلهاء والأكثر حماقة وغباء من ابليس الذى يقول أنا خلقتنى من نار . هل بمقدوره ان ينفذ من الخلود المؤبد فى النار هيهات , فبقدرة الله المقتدر يلج ويدخل النار ومعه جميع زمرته . هو اغبى كائن.