حسناً فعلت الجامعة العربية بالتفاتها صوب العراق الشقيق، وعدم تركه لقمة سائغة للقوى الإقليمية الأخرى (إيران، تركيا)، فالعراق كان على الدوام عربياً، ولا يجب أن يكون إلا عربياً، كما هم أهله ونخله وماؤه وهواؤه. وفد الجامعة العربية الذي زار بغداد بالأمس، التقى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وفي هذه اللقاءات جرى التركيز حسبما رشح لوسائل الإعلام على المستجدات السياسية والأمنية في العراق وسبل دعم الحكومة العراقية في مواجهة الجماعات الإرهابية. تشكيلة وفد الجامعة العربية، تمثل قيمة رمزية لا يمكن القفز عنها أو تخطيها، فقد ضم الوفد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الخارجية والتعاون الموريتاني أحمد ولد تكدي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة، كما ضم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ونائبه أحمد بن حلي. أكثر ما يبعث على الطمأنينة في التصريحات التي صاحبت اللقاءات المشتركة بين وفد الجامعة العربية والمسؤولين العراقيين، تلك التي صدرت عن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي أكد فيها أن بلاده لم تطلب تدخل قوات برية (عربية أو أجنبية) لمساعدة الجيش العراقي في الحرب على الإرهاب، لكنها تحتاج مساندة في التدريب والتسليح وتوفير الغطاء الجوي، وكذلك تأكيده أن الحكومة العراقية تسعى بجد من أجل حل الخلافات والقضايا المتنازع عليها مع دولة الكويت الشقيقة. تصريحات الوزير الجعفري، قابلتها تصريحات للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، قال فيها إن الوفد جاء ليعبر عن تأييده وتضامنه مع العراق الشقيق، انطلاقاً من أن استقراره هو ركيزة أساسية في أمن واستقرار المنطقة العربية، خاصة أن الإرهاب أصبح خطراً يهدد الجميع وليس العراق وحده. مضيفاً «نحن واثقون من إمكانية مواجهة هذه المخاطر بالتعاون المشترك». إن المراقب يستشعر أن تصريحات المسؤول الكويتي عكست مسألتين في غاية الأهمية، وهما التأكيد على أن «استقرار العراق ركيزة أساسية لأمن المنطقة العربية»، وأن الحرب ضد الإرهاب تتطلب جهداً وتعاوناً مشتركاً». وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما يؤمل أن تحققه زيارة وفد الجامعة العربية إلى العراق الشقيق.