أحمد وعبدالله يجوبان طريق الجبيلالدمام السريع بشكل مستمر بحكم عملهما الذي يتطلب ذلك، ويضطران للوقوف أغلب الأيام، إما للتزود بالوقود أو للصلاة إن داهمهما الوقت، أو لاستخدام دورات المياه. هذا الارتياد دفعهما لملاحظة كثير من النواقص وسوء الخدمات التي تعتري هذه المحطات لكن ما تعانيه المساجد بشكل خاص على هذا الطريق يتضح بشكل جلي، ذلك أنها أكثر الأماكن ارتياداً للعابرين، فما هو دور الجهات الرقابية في متابعة أصحاب هذه المحطات؟ وما هو دور المستثمر في الأساس، هل هو دور ربحي فقط؟ أم إن عليه تغطية جميع خدمات هذه المحطات بشكل متكامل؟ هذا ما يتساءل عنه أغلب من التقيناهم في جولات سريعة قامت بها «الشرق» على عدد من هذه المحطات. خاصة وأن بعضها تشعرك وكأنها محطات سفر لكثرة ما تغص بالمسافرين والعابرين خاصة أوقات الصلاة. أحمد الساجي (سائق شاحنة) يتنقل بشكل شبه يومي بين مختلف مدن المملكة، ومن ضمنها طريق الدمامالجبيل، قال: غالبا ما أتنقل بين المدن بحكم عملي في نقل البضائع، وأضطر أحياناً للتوقف والصلاة في هذه المساجد. مشيراً إلى أن أوقات الصلاة هي الأوقات الأكثر ازدحاماً بحكم إصرار الجميع على الوقوف. وقال: مع الأسف مساجد هذه المحطات في الغالب غير نظيفة وغير مؤهلة لاستقبال العابرين والمسافرين، بل إن بعضها يبدو مهجوراً، وتنقصها كذلك النظافة من الداخل، ما يجعل المصلين غير متحمسين للدخول إليها. مؤكداً أن هذه الحالة لا تليق بمكان نعبد الله فيه. فضلاً عن دورات المياه التي تشعرك بالاشمئزاز والتقزز، فبعضها لا يصلح نهائياً لكي تقضي حاجتك فيه. أحمد الشمري يعبر على هذا الطريق بشكل شبه مستمر، ذكر أن دورات المياه للمساجد التي تقع على الطرق السريعة بالجبيل تعاني من تدني مستوى نظافتها. وكذلك ينقصها وجود مكيفات جيدة وإنارة مناسبة. مشدداً على أهمية وجود الجهات الرقابية لمتابعة أصحاب هذه المحطات، وتكثيف الرقابة عليها من أجل وضع حد لهذا التهاون الواضح. وأكد الشمري على أن هذه المحطات ينقصها جميع الخدمات التي يحتاجها العابرون أهمها دورات المياه. أما إذا تحدثنا عن الأماكن التي تقدم الأطعمة مثل البوفيهات والمطاعم فإننا ولاشك سوف نشعر بالألم نظير ضعف الخدمة ومستوى الأطعمة التي تقدم، لكن مع الأسف الشديد فإن أغلب المتوقفين عند هذه الخدمات هم مضطرون للشراء السريع، لذلك لا يتوقفون عند السلبيات، والأطعمة غير المؤهلة التي توفرها المطاعم والبوفيهات خاصة. واشتكى عبدالله الماجد من تدني مستوى النظافة في دورات مياه المساجد على طريق الجبيلالدمام. ملمحاً إلى أن النفايات تنتشر فيها بكثافة، وأصبحت مهملة بشكل لافت للنظر، فهي تشوه المنظر العام للمحطة فضلاً عن انتشار الأوبئة. فيما تذمر سلمان الخالدي من مستوى النظافة بدورات المياه. وقال: هناك إهمال شديد من القائمين أو العاملين في هذه المحطات تجاه المساجد، فنرى أن أبوابها عادة مشرعة، ومهملة، ما يؤدي إلى دخول الغبار والأتربة وبقائها على الفرش، وهو ما يؤدي في النهاية إلى إهانة بيوت الله، وعدم توفير الجو المناسب لأداء الفرائض المختلفة فيها. «الشرق» حاولت التواصل مع مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في الجبيل الشيخ أحمد الجراح، للرد على استفسارات المواطنين بهذا الخصوص أكثر من مرة، لكنه لم يرد على جميع الاتصالات المتكررة و الرسائل النصية، ولم نتلق أي رد حتى لحظة إعداد الخبر .