قُتِلَ 20 شخصاً على الأقل خلال معارك عنيفة دارت أمس الجمعة بين رجال قبائل سنيَّة في اليمن ومقاتلين حوثيين شيعة في وسط البلاد مع امتداد المعارك لتقترب أكثر من معقل تنظيم القاعدة مما يزيد المخاوف من اندلاع حرب طائفية. وقال شهود عيان إن معارك دارت أمس الجمعة على مشارف مدينة إب على بعد 150 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة صنعاء وأسفرت عن مقتل 12 من المقاتلين حوثيين على الأقل و8 من رجال القبائل السنيَّة. وتقع مدينة إب بالقرب من محافظة البيضاء معقل تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». وأفاد وكيل محافظة إب، علي الزنم، بأنه محاصَر في منزله وغير قادر على الخروج منه بسبب الاشتباكات الدائرة بين الطرفين. وبدأت الاشتباكات بعد أن داهمت عناصر مسلحة نقطة تابعة للحوثيين في منطقة السحول، وسيطر المسلحون المناهضون لجماعة الحوثي على تلك النقطة. واستُخدِمَ في الاشتباكات مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وسط تجاهل من قِبَل رجال الأمن. بدوره، اتهم عضو المكتب السياسي للحوثيين، علي القحوم، عناصر وصفها ب «الإرهابية» بالهجوم على نقطة تابعة للشرطة العسكرية في منطقة السحول، وذكر أن «مسلحي اللجان الشعبية وقفوا إلى جانب الشرطة العسكرية». وأشار القحوم إلى سقوط عديد من القتلى والجرحى «كما أن هناك بعض الأسرى من الجنود». في السياق ذاته، أفاد شهود عيان بأن قذائف ال «آر بي جي» التي يطلقها الحوثيون من منطقة حراثة تسقط بشكل عشوائي على الأحياء، منها قذيفة وقعت بالقرب من منزل مدير أمن المحافظة. ويسيطر مسلحون حوثيون على مدينة إب منذ الأربعاء الماضي بعد أن دخلوها دون أي مقاومة من الأمن أو الجيش، غير أن بعض أبناء المحافظة رفضوا ذلك. كما سيطرت عناصر من تنظيم القاعدة على مديرية العدين مساء الأربعاء وانسحبوا منها صباح الخميس. وحقق الحوثيون تقدماً خارج صنعاء في الأيام القليلة الماضية وسيطروا على مدن وبلدات بالاتفاق مع السلطات هناك. وقُتِلَ 10 أشخاص على الأقل أمس الأول الخميس خلال معارك بين الحوثيين ومسلحين من القاعدة. وكان الحوثيون سيطروا على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي وقوبلوا بمقاومة ضعيفة من السكان ومن إدارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وأغضب صعود الحوثيين القاعدة التي ترى أنهم يعملون لصالح إيران.