دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مجدداً إلى التحرك من أجل «تجنب مجزرة بحق المدنيين في مدينة عين العرب السورية القريبة من الحدود مع تركيا والمحاصَرة من قِبَل تنظيم داعش». وقال بان كي مون، في مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة أمس، إنه يكرِّر قلقه الشديد بشأن الوضع في وحول مدينة عين العرب السورية، وأضاف «مع استمرار الهجمات من قِبَل تنظيم الدولة الإسلامية باتت آلاف الأرواح مهددة». ودعا الأمين العام مجدداً كل الأطراف لأن تتحرك من أجل تجنب مجزرة بحق المدنيين في المدينة. وبعد أن أحكم تنظيم «داعش» قبضته على عشرات القرى القريبة من عين العرب «كوباني بالكردية» منذ أن بدأ هجومه عليها في 16 سبتمبر الماضي، تمكن مقاتلوه الإثنين الماضي من الدخول للمرة الأولى إلى المدينة. ويسيطر التنظيم حالياً على نحو 40 % من عين العرب الواقعة في محافظة حلب خصوصاً المناطق الواقعة في شرقها، بالإضافة إلى أحياء في الجنوب والغرب، كما يسيطر على المربع الأمني في الشمال الذي يبعد نحو كيلومتر واحد عن الحدود التركية. وهدف التنظيم من الاستيلاء على عين العرب هو ضمان السيطرة على شريط طويل على الحدود السورية- التركية. من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنشاء ممر للأسلحة والمقاتلين المتطوعين من بلاده إلى عين العرب أمراً غير واقعي. وقال مولود جاويش أوغلو، الذي كان يتحدث إلى تليفزيون «فرانس 24» إنه ينبغي التوصل إلى نهج أشمل لهزيمة تنظيم «داعش». ويدعو زعماء أكراد تركيا إلى إنشاء ممر للسماح بوصول المساعدات والإمدادات العسكرية إلى بلدة عين العرب الكردية الواقعة على مرمى البصر من أراضي تركيا. لكن تركيا ترفض حتى الآن المشاركة في التحالف العسكري ضد «داعش». وتتصدى ل «داعش» في عين العرب ميليشيا وحدات حماية الشعب وهي متحالفة مع حزب العمال الكردستاني الذي يحارب في تركيا منذ أكثر من 30 عاماً من أجل حكم ذاتي للأكراد، وتعتبره تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية. ويعتقد جاويش أوغلو أن إنشاء ممر من بلاده إلى عين العرب أمر غير واقعي، معتبراً إرسال مدنيين إلى الحرب جريمة. وترى تركيا أنه لابد من إبعاد نظام بشار الأسد عن السلطة في دمشق كضرورة لحل الأزمة. وفي وقت سابق هذا الشهر، وافق برلمان تركيا على تفويض يسمح بإرسال قوات برية إلى سوريا والعراق وعلى السماح لجنود أجانب باستخدام تركيا كقاعدة لنفس الغرض. وقال جاويش أوغلو حين سئل إن كانت تركيا سترسل قوات «إذا كانت توجد أي استراتيجية مشتركة متفق عليها فستنظر تركيا جدياً في تنفيذ هذه الاستراتيجية مع الحلفاء والدول الصديقة». وعرَّض موقف تركيا بشأن عين العرب للخطر عملية السلام الهشة مع حزب العمال الكردستاني التي بدأت في مارس 2012. وهدد عضو كبير في الحزب تركيا بانتفاضة كردية جديدة إذا تمسكت بسياسة عدم التدخل التي تتبعها حالياً. ويشدد وزير الخارجية التركي على أنه «لا يمكن أن نتخلى عن هذه العملية»، ويضيف «نريد تحقيق إنجازات في هذا الشأن ونبذل كثيراً من الجهد بإخلاص».