حمَّل الفنان إبراهيم الحساوي، هيئة الإذاعة والتليفزيون، والمنتجين، الجزء الأكبر من مسؤولية ضعف الأعمال الدرامية السعودية، لافتاً إلى أن مستوى الأعمال السعودية التي عُرضت في شهر رمضان الماضي كانت دون الطموح، سواء المعروضة على التليفزيون السعودي أو الشاشات الأخرى. جاء ذلك خلال استضافته في أمسية أقيمت مساء أمس الأول ضمن فعاليات الخيمة الثقافية في مهرجان «الدوخلة 10»، المقام حالياً في بلدة سنابس بمحافظة القطيف. ووجَّه الحساوي، في نهاية الأمسية التي أدارها المسرحي راشد الورثان وناقش فيها موضوع «الدراما السعودية»، كلمة لهيئة الإذاعة والتليفزيون، قال فيها: «شغِّلوا محطة الدمام.. افتحوا مجالاً لمؤسسات الإنتاج، وبعد ذلك قوموا بتقييم أعمالهم.. الرحلة لن تنتظر أحداً، أتمنى تفعيل تليفزيونات المناطق، ومؤسسات الإنتاج»، مشدداً على أن «هناك خامات سعودية واعدة، من فنيين، ومصورين، وكتاب»، يحتاجون إلى «أشياء كثيرة… فرصة، وسنقدم الجديد والمختلف». ورفض الحساوي القول بأنه ليس هناك ممثل سعودي متميز، وقال: هناك ممثلون سعوديون نجوم، ولكن ليس لدينا بنية تحتية، مضيفاً أن الأعمال السعودية في الماضي كانت مختلفة، «إذ كنا نحضِّر للنص جيداً، ونعمل ورشة عمل لذلك»، مشيراً إلى أن مسلسل «خزنة» كان رائعاً بسبب التحضير الرائع، وأن من أسباب انخفاض المستوى الدرامي عدم إعداد دراسة أو تقديم قراءة متعمقة للنص الدرامي. وأشار الحساوي إلى أنه لم يتغير شيء بإنشاء هيئة الإذاعة والتليفزيون قبل نحو عامين. وقال: جرى تقديم بعض الأعمال لمنتجين جدد، فهل تم استثمار هذه الفرصة بشكل صحيح؟.. لا. وأضاف أن مؤسسات الإنتاج تتحمل جزءاً من المسؤولية، وكذلك الهيئة، ولا يجب عرض الأعمال الضعيفة، لافتاً إلى أن الإنتاج جميل، ولكن إذا أراد المنتج الاستمرار فعليه أن ينتج ما يمس هموم الناس. وتطرق إلى الأعمال الناجحة، وقال إن من بينها «مجاديف الأمل»، فهو مسلسل اشتمل على عناصر النجاح، موضحاً أنه أُنتج ما بين الأحساءوالدمام والهند، وأقيمت لنَصِّه ورشة عمل قبل وأثناء تنفيذ العمل. وأضاف: «كنا نفكر في نجاح العمل فقط، وليس مجرد التمثيل»، وأثناء التصوير جرى تعديل وتبديل، «وتجاوزنا ذلك لأننا نفكر في النجاح للعمل»، وكان العمل بالكامل سعودياً، من تمثيل وإخراج ونص وإدارة إنتاج، وبعد ذلك حقق الجائزة الذهبية في مهرجان البحرين التليفزيوني. كما أشار إلى مسلسل «طاش ما طاش»، عادَّاً إياه علامة فارقة في الأعمال الدرامية المحلية، ومبيناً أنه العمل الوحيد الذي أثَّر في الدراما المحلية، لأنه اقترب من هموم الناس، ويتم فيه اختيار الممثل بعناية. وأفاد أن المخرج والممثل يتحملان جزءاً من مسؤولية ضعف الأعمال. وذكر أن على الممثل أن يدرس النص والشخصية قبل الموافقة عليه، غير أنه أشار إلى أن الموضوع أصبح تجارياً في الوقت الحالي، إذ يتم إرسال النص، وبعد أسبوع يتم التصوير، على عكس السابق. وانتقد الحساوي عدم الاهتمام بالأعمال الدرامية الموجَّهة للأطفال، مبيناً أنها قليلة جداً، وليس هناك مهتمون سواءً من الكتاب أو مؤسسات الإنتاج. بينما أشاد ببعض الأعمال الدرامية المقدمة عبر «يوتيوب»، موضحاً أنها ستنافس الدراما التليفزيونية، وقال إنها حققت انتشاراً ونجاحاً، مثل مسلسل «كاش». وشدد على أن للمنافسة دوراً في نجاح الأعمال، موضحاً أنه عندما يفتح باب المنافسة بين المناطق، سيساهم ذلك في نجاحها. وبين أن بعض مؤسسات الإنتاج أغلقت، وأخرى خسرت، ومع المنافسة ستنتج أفلاماً ومسلسلات سعودية ناجحة. كما ذكر أن في المملكة نقصاً في العنصر النسائي، غير أنه شدد على أن هناك طاقات جديدة، وبالإمكان إنتاج ستين حلقة دون الحاجة لجلب أحد من الخارج. واختتم الحساوي حديثه في الأمسية بقوله: إذا أردنا أن تنجح الدراما، فإننا نحتاج إلى إعداد أكثر، لأنه أهم من التنفيذ، والإعداد يشمل كل شيء، من قراءة النص، إلى تجهيز فريق العمل، واختيار الممثلين، والطاقم لفني، ومواقع التصوير وغيرها.