انتقد الكاتب والمنتج السعودي ندا الظفيري الأعمال الدرامية المعروضة على شاشة القناة السعودية الأولى خلال شهر رمضان ووصفها ب «الهزيلة» التي لا تسمن ولا تغني من جوع، مطالباً في الوقت ذاته عدم تحميل الهيئة الوليدة «هيئة الإذاعة والتلفزيون» مسؤولية فشل المنتجين الذين ألقى عليهم الظفيري باللائمة في قضية تدهور الدراما السعودية وتراجعها. وقال الظفيري ل «الحياة»: «يجب ألا توجه أسهم النقد الى التلفزيون السعودي ممثلاً في الهيئة الجديدة، فهو وضع ثقته في المنتجين ووفّر لهم سبل النجاح من دعم مالي لا تستطيع أن توفره أي قناة منافسة، وكذلك سقف حرية مرتفع يتيح لهم الإبداع ويكفلها، فضلاً عن حملة إعلانية غير مسبوقة في تاريخ التلفزيون». وأضاف: «شاهدت عدداً من البروموهات في شكل مكثف قبل انطلاقة شهر رمضان، حتى أنها وصلت في الأسبوعين اللذين سبقا الشهر الفضيل بحسب مسؤول شركة «غاية الإبداع» إلى أكثر من خمسة آلاف برومو»، مشيراً إلى تخبط المنتجين وعدم فهمهم لقواعد العمل الفني مما أوقع التلفزيون في حرج أمام المشاهد. وذكر أن هيئة الإذاعة والتلفزيون لا تزال في طور الهيكلة الإدارية والفنية، واعتبر أن القائمين على التلفزيون كانوا في سباق مع الزمن لاعتماد خطة رمضان البرامجية، واعتمدوا في اختياراتهم على الأسماء المعروفة في الوسط الفني، لكنّ المنتجين لم يتعاملوا مع الأعمال الفنية بطريقة احترافية على رغم خبرة بعضهم الطويلة في عالم الإنتاج، ما أضعف موقف التلفزيون خلال شهر رمضان. وعن تفاصيل الأعمال الفنية قال الظفيري: «صُدمت بالمظهر الذي كان عليه الفنان الكبير سعد الفرج في عدد من حلقات مسلسل «هذا حنا»، ولم أصدق أن هذا الاسم العريق في عالم الكوميديا يتم التعامل معه بهذه الطريقة درامياً، إذ لم يقدروا تاريخه العريض وكانت النصوص أقل بكثير من الموهبة والخبرة التي يمتلكها، وهذا يعود إلى ضعف نصوص الحلقات وغياب الرؤية الإخراجية في المسلسل الذي حاول السير على منوال «طاش»، إلا أنه كان بعيداً عنه وبمسافات شاسعة». وأوضح أن مسلسل «كلام الناس» في جزئه الثاني كان أقل فنياً من الجزء الذي سبقه ولم يحمل جديداً على صعيد صناعة المشاهد الكوميدية، إذ كان محتواه مباشراً وصدى لما يطرح في الصحافة المحلية، إضافة إلى توهان المشاهد في ظل تعدد الشخصيات التي لعبها الفنان حسن عسيري التي لم تناسبه بمعظمها. وطالب الظفيري الفنان فهد الحيان بالاكتفاء بأداء شخصية «هزار» التي عُرف بها من خلال مسلسل «طاش» وعدم زيادة رصيده من الإنتاجات الفنية الضعيفة باستثناء الجزء الأول من مسلسل «غشمشم»، وأضاف: «لم تفلح كل محاولات الحيان الإنتاجية في إضافة أي جديد الى المكتبة الفنية». ولفت إلى أن خط مسلسل «المجهولة» لم يكن واضحاً خلال الحلقات الماضية، والمزاوجة بين فريقي عمل البر والبحر وضع المشاهد أمام حيرة كبيرة، وكذلك المبالغة في القصة والذهاب إلى عوالم الجن أدخلت المسلسل في نطاق «الفانتازيا» وأبعدته عن الواقعية. وأشار إلى حاجة هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى إنشاء قسم يُعنى بالدراما وشؤونها للذهاب بالأعمال الدرامية بعيداً إلى حيث المنافسة مع نظيراتها الخليجية والعربية ودخولها على خط التأثير في المشاهد الخليجي والعربي. وأضاف: «أثق في قيادات التلفزيون وعلى رأسهم رئيس الهيئة عبدالرحمن الهزاع ومتابعته الدؤوبة لكل المنتجين ومعرفته بشؤون الدراما وتفاصيلها. وكذلك نائبه لشؤون التلفزيون سليمان العيدي ومدير القناة الأولى سليمان الحمود وهما يتواصلان مع الجميع ويبديان تفهمهما لكل الاقتراحات، وأثق بأن الوضع سيتبدل إلى الأفضل في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وذلك بناء على ما لمسته من أفكار وخطط مبتكرة في التلفزيون السعودي لتطوير الدراما».