لا شكَّ أن النتائج المتوخاة للتحالف الدولي الذي أعلن الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، بدأت تؤتي ثمارها، مع الجزم بأن الحرب على الإرهاب ليست نزهة، ونتائجها لن تتحقق بين ليلة وضحاها. الملف شائك جداً، ومعقد جداً، ويدخل في طياته كثير من الحسابات المحلية والإقليمية والدولية، وخريطة الصراع ضد الإرهاب تمتد على رقعة جغرافية ليست بالهينة ولا البسيطة، تبدأ من العراق مروراً بسوريا إلى لبنان، وسيكون لها صوت وصدى هنا وهناك على امتداد مناطق التوتر وبؤر النزاع في أفغانستان وباكستان والهند ومالي، وتركيا وأوروبا والولايات المتحدة. مخطئ من يظن أن الإرهابيين سيوفرون أحداً سواء من أنظمة ديمقراطية غربية أو أنظمة إسلامية أو أنظمة دكتاتورية شمولية. إن هذا التنظيم المشبوه الذي يسيء في أفعاله إلى الدين الإسلامي وجوهره المتسامح، يشكل الخطر الأكبر على المسلمين، وهو ما يستدعي أن يكون المسلمون هم المبادرون في التصدي له، ومحاربته واستئصاله. القوى الدولية والمجتمع الدولي والإدارة الأمريكية مهدت الطريق للقضاء على هذا التنظيم المشبوه والتكفيري الظلامي الإرهابي، وحلقات التحالف بدأت في التوسع والتكاثر، وأمس بدأت الطائرات الأسترالية أول مهمة قتالية في العراق ضد تنظيم «داعش»، وهي الخطوة التي من المقرر أن يتبعها إرسال كانبيرا إلى العراق 200 جندي من القوات الخاصة، لتقديم المشورة للقوات العراقية والكردية. على مسار موازٍ، باشرت أمس أيضاً مقاتلات (إف – 16) هولندية التحليق فوق المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم «داعش»، في إطار مشاركتها في عمليات التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي. كما أنه من المقرر أن ترسل حكومة لاهاي 250 جندياً فضلاً عن 130 عسكرياً آخرين أعلنت عن إرسالهم في وقت سابق إلى بغداد لتدريب القوات العراقية. وكانت أمس الأول، قد شنت مقاتلة (إف – 16) بلجيكية في العراق غارة هي الأولى لإحدى المقاتلات الست التي وضعتها بروكسل تحت تصرف التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يؤكد أن حلقات التحالف الدولي بدأت فعلياً في تضييق الخناق على عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وأن القضاء عليه مسألة وقت لا أكثر.