فوجئ عدد كبير من الحجاج السعوديين والمقيمين في المملكة بوقوعهم في فخ «حملات الحج الوهمية».. فبعد ذهابهم إلى المشاعر لأداء المناسك لم يجدوا مأوى لهم يقيهم حرارة الشمس، فاضطروا إلى الافتراش في الطرقات. عمليات تنظيم حملات الحج الوهمية لها وجهان: الأول يشكِّله المستغلُّون وهم إما أفراد «سعوديون أو مقيمون» أو شركات حذَّرت منها جهات حكومية متعددة، أما الوجه الآخر لها فهم الحجاج أنفسهم، حيث إن أكثر مَنْ يقع في فخ هذه الحملات هم الأجانب من المقيمين، خاصة الجدد ممن لم يسبق لهم الحج، ومع رغبتهم في أداء الفريضة، يصبحون فريسة سهلة في أيدي الشركات والأفراد المنظمين لهذه الحملات، كما لم يسلم السعوديون من هذا الاحتيال، فكثير منهم يقع في المأزق نفسه. «الشرق» التقت عدداً من ضحايا الحملات الوهمية في مشعر منى، حيث قال أحدهم وهو قادم من الرياض: «قمنا بالتسجيل في إحدى الحملات، التي عرضت خدماتها بسعر رمزي يصل إلى 5500 ريال، وفوجئنا عند وصولنا لمكة المكرمة بعدم وجود مقر، وبعدها تخلَّفنا وأصبحنا مفترشين على الأرصفة والشوارع ولا نعلم ماذا نفعل، وواجهتنا كثير من المضايقات سواء في النوم أو الأكل أو حتى المواصلات بين منى وعرفات ومزدلفة ولا ندري لمَنْ نشكو حالنا». وأضاف آخر «قبل موسم الحج بأيام جاءتني نية للحج هذا العام، وسألت عن الحملات التي تستقبل الحجاج حتى ألتحق بها، فقام شخص بتحويلي لإحدى الحملات وفوراً ذهبت إليها وسجلت فيها دون تردد ولم يسعفني الوقت للبحث عن حملات أخرى نظراً لضيق الوقت، وفي يوم التروية وبعد وصولنا للمشاعر نزلنا عند أحد المخيمات، وقال لنا المشرف: هنا مقرنا، وفوراً ذهب مع سائق الحافلة وبعدها انقطعت أخبارهم عنا، وتفاجأ المسؤولون في المخيم بدخولنا عليهم، وأكدوا أنه لا علاقة لنا بهم، واكتشفنا حينها أننا تابعون لحملة وهمية». وأعرب أحد المشرفين في إحدى الحملات المصرَّح لها من قبل وزارة الحج في تصريحات ل «الشرق» عن أسفه لما تقوم به شركات وأفراد من تنظيم حملات وهمية، مبيناً أن أصحابها يقومون بإغراء الحجاج بعروض وإعلانات خيالية مخادعة بالرغم من الأسعار الرمزية. وأضاف: «العميل دائماً يختار وينظر للعرض المميز للمنتج الذي يريده، كذلك الحاج عندما يرى عرضاً مميزاً من قبل أي حملة يختارها مباشرة وهذا أمر طبيعي، ونحن بدورنا نطالب وزارة الحج وكل الجهات المعنية بأن تكفَّ عنا شر هؤلاء المحتالين، وأن تضع لهم عقوبات صارمة ومضاعفة».