تعهد حزب نداء تونس أمس بإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي لدى تقديمه برنامجه الانتخابي تحت اسم «أمل تونس». وأوضح رئيس الحزب الباجي قايد السبسي المرشح للانتخابات الرئاسية في كلمة له إن برنامج الحزب عكف على إعداده 160 خبيراً منذ أكثر من سنتين. وقال السبسي إن «برنامج الحزب رهين أمرين اثنين: الأول هو تحقيق البرنامج، والثاني وجود دولة عصرية مهابة تقوم بواجباتها دولة القانون والعدالة». وأضاف «علينا أن نتخطى المرحلة الانتخابية مهما كانت النقائص. يجب أن نصل إلى تركيز حكومة ذات مصداقية تحظى بثقة العالم». ويستعد الحزب الذي تأسس في 2012 ويضم خليطاً من الليبراليين واليساريين ونقابيين وكوادر من النظام السابق، لمنافسة شرسة في الانتخابات التشريعية أمام منافسه الرئيس حركة النهضة الإسلامية التي اكتسحت انتخابات 2011 بأغلبية واسعة. وينظر الخبراء في تونس إلى الحزبين على أنهما يمثلان مشروعين مختلفين لتونس بعد الانتخابات، وأن الصراع الانتخابي قد ينحصر في نهاية المطاف بين الاثنين. وقال المؤرخ ناجي جلول القيادي في حزب نداء تونس «انتهى الجدل حول النمط المجتمعي في تونس بالمصادقة على الدستور. اليوم الصراع هو حول برامج». وأضاف جلول «السؤال الآن ما هو المشروع، الذي ستقدمه للشعب التونسي في التنمية والتشغيل والأمن والسياسة الخارجية». ومن بين خططه الاقتصادية أعلن الحزب أنه يتعهد في حال وصوله إلى السلطة بتحقيق نمو قوي وثابت بنسبة 34% في الناتج الداخلي خلال الخمس سنوات المقبلة وزيادة ب28% في الدخل الفردي. كما تعهد بتقليص نسبة البطالة وإيجاد 450 ألف فرصة عمل في الخمس سنوات المقبلة وفك العزلة عن الجهات الداخلية بمد الطرقات وتحديث البنية التحتية وتركيز أقطاب صناعية داخلها وتخصيص 40% من الاستثمارات الجملية للتنمية الجهوية. يشار إلى أن نسبة النمو المتوقعة في تونس العام الجاري تبلغ 2.8% بينما تبلغ نسبة البطالة 16% لكنها ترتفع إلى أكثر من 40% في الجهات الداخلية الفقيرة، التي انطلقت منها شرارة الثورة في 2010. وقال القيادي في الحزب سليم شاكر، الذي شغل منصب وزير الشباب والرياضة في حكومة السبسي خلال الفترة الانتقالية الأولى قبل انتخابات 2011، إن برنامج نداء تونس سيعمل على تركيز نمط نمو اقتصادي جديد يرتكز على التكنولوجيا وقطاع خدمات متطور مع تثبيت القطاعات الكلاسيكية في مجالات الفلاحة والصحة والنسيج. وأوضح شاكر أن إنقاذ تونس من الانهيار الاقتصادي يحتاج أولاً إلى القضاء على الإرهاب وإلى قيادة مقنعة بعد الانتخابات حتى تنجح في استقطاب الاستثمارات الخارجية.