تحولت تغريدة الكاتب السينمائي في صحيفة الجزيرة عبدالمحسن المطيري عن السينما الإيرانية إلى نقد شديد وجهه الكاتب والناقد محمد العباس للسينما السعودية، حيث كتب المطيري على صفحته في تويتر «السينما الإيرانية ليست ناجحة تجارياً مثل الأمريكية والهندية ولكنها حتماً سبَّبت قلقاً وصداعاً للنظام المتشدد في إيران» ليرد عليه صالح فوزان الذي عرَّف نفسه بالسينمائي المهاجر بقوله: «قد أوافقك داخلياً لكن السينما الإيرانية في ذات الوقت قدَّمت وسوَّقت النظام الإيراني للعالم على أنه نظام براغماتي متصالح مع الثقافة والفنون»، ليرد عليه المطيري بقوله: «ولكن النظام الإيراني اعتقل وسجن صناع أفلام»، ليكون جواب فوزان «النظام الإيراني دمَّر قاعات ومعامل السينما في بداية ثورته ثم انتبه إلى أنه المستفيد الأعظم منها ولم يبق إلا بعض خربشاته هنا وهناك»، وأضاف «لكنه في المجمل يدعم السينما والسينمائيين الإيرانيين وغيرهم وآخرهم فيلم ناصر خمير الأخير الذي صُوِّر ودُعم بالكامل من الحكومة الإيرانية». فيما رأى عبدالمحسن المطيري أنَّ «النظام في إيران بدأ ربما متأخراً في استيعاب أنَّ السينما مهمة لإيصال رسالة للعالم»، وأضاف «الإعلام العالمي بشكل عام متعاطف مع السينما الإيرانية التي تنتقد الوضع السياسي في إيران بشكل ساهم في ترقية السينما في إيران». إلَّا أنَّ الكاتب والناقد محمد العباس استطاع تحويل الحوار إلى السينما السعودية التي رأى في عديد من التغريدات أنَّ «مشكلة السينما ليست في وجود الدعم الحكومي أو عدمه، بل في وعي المهتمين بالفن عموماً»، وأضاف العباس «لدينا إنتاج رديء لا يمتُّ للسينما بصلة»، وذكر أننا «ما زلنا ندور سينمائياً في مدارات النقدية الاجتماعية بخطابية عالية وهذا ليس من الفن في شيء». الأمر الذي اعتبره صالح فوزان طبيعياً، بقوله «هذه طبيعة الأمور، فنحن ما زلنا في طور السينما الصامتة»، فيما تساءل عبدالمحسن المطيري عن الخطاب المتعالي الذي قصده العباس، بقوله «تقصد الصناعة السينمائية نفسها خطابها متعالٍ؟!»، ليجيبه العباس بقوله: «لا.. أقصد الزعيق والغرغرة الخطابية التي تزدحم بها ما يسمونه أفلاماً عندنا»، وأضاف «حصلنا على جوائز ترضية من معظم المهرجانات ولكنها كذبة كبيرة، وسنحصد المزيد داخل هذه الخدعة، الدراما السعودية مدعومة حكومياً ومالياً بميزانيات خيالية والنتيجة إفلاس وسفاهة وتهريج… الفن لا يقوم على الدعم، نحتاج إلى غربلة الإنتاج نقدياً بمرئياتنا وليس من المنظور الاستشراقي للمهرجانات والجوائز». الكاتب عبدالمحسن المطيري قال: «ما أقصده هنا أنَّ الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص تواجه تحدياً من المجتمع وليس من المؤسسات الحكومية والأهلية» الذي اتفق معه العباس بقوله: «أتفق معك.. وعندنا قائمة بأسماء أفلام تافهة تم تتويجها لأسباب لا علاقة لها بالفن»، وأضاف العباس «لدينا وهم، المجتمع لا يتحدى الفنون بل يحبها ويشجع الجيد منها.. محمد عبده ظل راسخاً لأربعة عقود في وجدان الناس مثلاً»، وذكر أنَّه «لا علاقة لظروف التصوير بالعثرات، هذه أيضاً كذبة لئلا نتحدث عن الصُّنعة الفنية. هناك وهن في النص والإخراج… إلخ، معظم العاملين في السينما لا يحبون النقد ولا يعترفون بما يُكتب حول أفلامهم، ولم ألاحظ أن أحداً منهم مهتم إلا بالتطبيل، أتمنى بالفعل أن تكون هنالك ندوات لمناقشة السينما في السعودية كخطاب فني بعيداً عن شكاوى الدعم والمحرم الاجتماعي، المهرجانات لا تردُّ أي فيلم قادم من بلادنا لأنها تراهن على كذبات تنويرية زائفة… لنتحدث عن الفن لا المضامين فقط». وهو ما رد عليه صالح فوزان بقوله: «ظروف الشباب اليوم تسمح لهم بتجاوز بعضها، وذلك لم يكن موجوداً في جيلنا، فلم نكن نحلم بدخول كاميرا السينما من الجمارك». فيما رأى عبدالمحسن المطيري أنَّ الجيل الجديد هو من أوصل السينما السعودية للعالمية من خلال فيلمَي «شروق وغروب» و «وجدة».