في القرآن الكريم الكرامة خلعت على ابن آدم، وهنا نلاحظها في البيولوجيا فكيف تفهم هنا؟ نحن نعرف اليوم أن الإنسان يمثل استثناءً في الطبيعة بعدد دقات قلبه، كما لوحظ قانون آخر في علاقة دقات القلب مع فسحة الحياة؛ فكل حيوان عنده حوالي مليار من دقات القلب يستهلكها كيفما أراد، فالفأر والأرنب مشغولان بنهم في القرض والالتهام طول النهار، تضرب قلوبهم حوالي 500 ضربة في الدقيقة فينفقون بسرعة أكثر، في حين تعيش الفيلة والسلاحف أكثر من مائة سنة بسبب ضربات القلب البطيئة، وعرف في هذا الصدد أن قلوب الرياضيين تضرب ببطء أكثر، وأن الله قد منح للبشر فترة حياة مضاعفة، فقلوبنا نحن البشر تضرب حوالي مليارين ونصف ضربة في متوسط الحياة؟ جرب أن تحسبها؟ في الدقيقة 70 ضربة في الساعة 4200 ضربة في اليوم مائة ألف ضربة و800 ضربة في السنة 36 مليون و792 ألفاً في متوسط العمر الممتد وسطياً سبعين عاماً يصل الرقم إلى اثنين مليارين و575 مليوناً و440 ألف ضربة؛ فتبارك الله أحسن الخالقين، مما دفع بعض الباحثين إلى تطبيق (نظام الصوم) على الفئران!! لقد قام العالم (ريشارد فاين درخ) بتجربة مثيرة على الفئران فجوعها بتطبيق (نظام الصوم) عليها ليرى مدى تأثيره؟؟ وكانت المفاجأة صاعقة، لأن الفئران عاشت أطول عمراً وأطيب صحة، وكسبت 50% زيادة في العمر، مما دفع العالم إلى تطبيق هذا النظام على نفسه فقال: إذا عمرت الفئران أطول وأفضل بالصيام؛ فهو من بابٍ أولى أن يطبق على البشر؟ منذ ذلك الوقت خفَّض العالم كمية غذائه باعتماد 1500 كالوري في نهاره، فيكسب كما كسبت الفئران زيادة 50% في فسحة العمر؟! لم نعرف نتيجة التجربة حتى الآن سوف نرى؟ يقول العالم (فاين درخ) وهو هنا يتفق مع مدرسة البرمجة الجينية، إذا كانت الانقسامات الخلوية تمنحنا حوالي 120 سنة من فسحة العمر، فإنه باعتماد نظام التجويع المستمر (الصوم) يمكن أن يعيش الإنسان لفترة 180 سنة؟!. تجارب ومفاهيم من هذا النوع تقرب إلى فهمنا كيف صمد فتية الكهف ثلاثة قرون وازدادوا تسعا وفقا لقوانين فيزيائية بحتة.