نحتفل هذه الأيام المباركة بذكرى عزيزة على نفوسنا وهي توحيد بلادنا على يد المغفور له -بإذن الله- الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث الواقع الجديد الذي خطط له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- منذ توليه الحكم عام 1426ه واقع يحمل كثيراً من الإنجازات المهمة على رأسها أضخم مشروع شهده العالم متمثل في التوسعة العملاقة للحرمين الشريفين الفريدة من نوعها، حيث تعتبر من أبرز عجائب التعمير وأضخم المشاريع الإنشائية على مستوى العالم، وقد شكلت إبداعاً هندسياً ومعمارياً متميزاً في فن تصاميم العمارة الإسلامية وقد أذهلت كل مَنْ شاهدها ما جعلها تفوق كل التصورات والتقديرات كونها إعجازاً حضارياً لم يسبق له مثيل ولم يشهده التاريخ من قبل. وفي مجال التعليم، فقد تم البدء في مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام على مدى ست سنوات بتكلفة ثمانين مليار ريال، ويضم تطوير المناهج وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، كما تم إنشاء عدد كبير من الجامعات شملت مناطق المملكة المختلفة، وتأتي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول كأهم جامعة في الشرق الأوسط لأهمية التعليم، فقد رصدت الدولة أكثر من 250 مليار ريال للنهوض به هذا عدا التعليم العالي، الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين عناية خاصة. ومن أجل تنمية وتطوير قدرات الإنسان السعودي فقد زادت نسب المبتعثين إلى الخارج من أبنائنا الطلاب وكوادر العاملين في المجالات المختلفة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وأستراليا وجميع أقطار العالم المتقدمة. كما شهد القطاع الصحي في عهد الملك عبدالله تطوراً ملحوضاً، وفي هذا الجانب الحيوي المهم فقد افتتح يحفظه الله العشرات من المستشفيات المتخصصة والتعليمية الجديدة بسعات متفاوتة ما بين (500 و1000) سرير بتجهيزات ومعدات متطورة وبمواصفات عالمية، كما تم تنفيذ الآلاف من المراكز الصحية ومراكز الرعاية الاجتماعية إضافة إلى المعاهد الصحية الابتدائية والعليا، وقد احتلت المملكة المراتب المتقدمة في جراحة ومعالجة أمراض القلب، كما تميزت بفصل التوائم السياميين بنجاحات فائقة ما دفع إلى زيادة مخصصاتها المادية بمليارات الريالات. أما الخطة الإسكانية في العهد المبارك فقد أولاها الملك عبدالله جلّ اهتمامه شأنها والمجالات الأخرى إسعاداً واستقراراً للمواطن وتحقيق رفاهيته، وقد خصص للخطة أكثر من 250 مليار ريال لبناء مساكن جديدة للمواطنين تحت إشراف وزارة الإسكان. وبما تؤديه المواصلات من دور ريادي مهم في مسيرة التنمية الشمولية فقد تطور النقل العام والسكك الحديدية في المملكة، وفي هذا المضمار تم توقيع عقود كبيرة مع شركات عالمية متخصصة في السكك الحديدية وصناعة القطارات لتصميم وإقامة أول شبكة مترو في الرياض كمرحلة أولى لتشمل مستقبلاً باقي المدن السعودية، إضافة إلى قطار الحرمين الذي يتم تنفيذه حالياً لربط مكةالمكرمة بالمدينة المنورة مروراً بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجانب ما يجري الآن من تخطيط وتنفيذ لآلاف الجسور والأنفاق والعشرات من الطرق الداخلية والسريعة. ومن الإنجازات الوطنية ومن أبرز القرارات السامية للملك عبدالله ترسيم وزارة قائمة بذاتها للحرس الوطني بصفته الصرح الشامخ والركيزة الأساسية والإستراجية في الحفاظ على مكتسبات الوطن. وعلى الصعيد العالمي، فقد انضمت المملكة إلى دول العشرين، حيث يعتبر انضمامها إنجازاً كبيراً يؤكد قوة ومتانة ميزانها المالي وثباتها الاقتصادي بما يسهم أيضاً في تيسير الإقراض للأفراد والعائلات والشركات ودعم الاستثمار وإصلاح الفجوات في المؤسسات الإقليمية والدولية. لأن العالم يواجه مستجدات خطيرة لا سيما منطقة الشرق الأوسط، فقد وجه -حفظه الله- بضرورة وحتمية محاربة جميع أشكال وألوان الإرهاب والتطرف، وقد شاركت المملكة بالأموال والمؤتمرات وبكل الإمكانات درءاً لهذا الخطر الداهم. وفي عهد الملك عبدالله -يحفظه الله- تم إقرار الخطط المتضمنة رفعة مستوى المعيشة وتنمية الموارد الطبيعية والبشرية، وتفعيل دور المرأة السعودية في الأنشطة الإنمائية والاقتصادية. ومع كل هذه الإنجازات، التي تحققت في هذا العهد المزدهر لا تزال المسيرة ماضية في طريقها، وقد شملت كثيراً من الإنجازات الرائعة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر حقوق الإنسان ورعاية الشباب والرياضة وتوسيع شبكة الاتصالات والمطارات وتوظيف المواطن بإحلال السعودة وتنوع الصادرات وإنعاش حياة الإنسان. وأخيراً تبقى ذكرى اليوم الوطني العطرة تاجاً يزين جبين الوطن الحبيب وليحفظ الله قائد مسيرتنا الخضراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي عهده، وليحفظ سبحانه وتعالى بلادنا من كل سوء تحت مظلة الأمن والأمان. وقفة: إذا نحن أثنينا عليك بصالح فأنت كما نثني وفوق الذي نثني وأن جرت الألفاظ يوماً بمدحه لغيرك إنساناً فأنت الذي نعني