اتهم دكتور النحو في جامعة الملك خالد «محمد المزاح» الناقد والمفكر الدكتور عبدالله الغذامي بأنّه ادعى الصرامة في بحثه، لكنه فاجأ الحاضرين بتحوّله عن البحث العلمي الدقيق إلى شكواه من همومه التي مر بها خلال سنوات حياته، جاء ذلك في المداخلة التي شارك بها المزاح في محاضرة للدكتور الغذامي مساء أمس الأول عن «ما بعد الصحوة … التعددية الثقافية» في نادي أبها الأدبي وقدم لها الدكتور أحمد آل مريع. وأضاف المزاح أنّ الغذامي كان يستخدم قانون التوجس مع الصحوة، مع أنّ مقتضيات البحث العلمي توجب الحديث عن الجماليات، لكنه لم يسمع غير التبرم من الصحوة، وأشار المزاح إلى أنّ الغذامي امتنع عن تدوير تغريدة له طلب منه تدويرها عن فتوى هيئة كبار العلماء في قيادة المرأة السيارة، في الوقت الذي أبرز الغذامي فتوى الشيخ الألباني التي تجيز القيادة، كما أنّه لم يمنع أتباعه بحسب المزاح من التهجّم عليه، ولم يكن له موقف منهم. الغذامي بدوره قال: إنّ فتوى هيئة كبار العلماء معروفة لكلّ الناس، وكانت حيلة لكي لا نأتي بفتوى الشيخ الألباني في جواز قيادة المرأة السيارة، كما أنّ البحث العلمي يأتي بالشيء المغفول عنه، ولا يأتي بالمعروف والمعلوم، وأقسم الدكتور الغذامي في القاعة التي اكتظت بالحاضرين أنّه لم ير من هاجموا المزاح، ولو رآهم لم يدافع عنه، لأنّه لا يدخل في المنابزات ويتجاوز كلّ الإساءات التي توجّه إليه، ونفى الغذامي أن يكون له في تويتر أتباع، بل هم متابعون أصحاب آراء مستقلة. وعن التوجس من الصحوة قال المزاح: إنّ الغذامي يصم الصحوة به، ذكر الغذامي أنّ الصحوة كانت تنشر التوجس في مريديها ولو كان لدى المزاح شك في ذلك فهو لم يتابع الصحوة. وأضاف أنّه ناقد ثقافي ليس دوره أن يذكر جماليات الصحوة ولا مزاياها ولو فعل ذلك ما جلس له أحد ليستمع إليه. الجدير بالذكر أنّ الدكتور الغذامي قد تحدث في ورقته عن دراسة ظاهرة الصحوة، التي قال إنها لم تنته، لكنّ التغذية توقّفت، وقد بنى فيها آراءه على عنصر المعلومة وثانياً على التفسير الذي استعان بغيره من أبناء الصحوة ورموزها في تفسيره، وليست شخصيات كانت مع الصحوة وانشقت عليها، حيث استعان بأسماء لم تنشق بل واحد منهم يعتبر صانع الصحوة. وأضاف الغذامي أنّ الحديث عن ما بعد الصحوة لا تعني نهايتها، لكنّه انتقال من مرحلة التسمي الكامل إلى صيغ أخرى لما بعد الصحوة. وذكر الغذامي أنّ دراسته تقوم على 3 محاور، المحور الأول (المصطلحات: الحشد يقابله الجمهور، الأتباع يقابله المتابع) المحور الثاني (الوسيلة) وهي عبارة عن تجمع حسي جسدي وتجمع افتراضي. المحور الثالث: (الفصل الضروري والمهم بين الصحوة والتدين) ويجب أن يكون الفصل قطعياً، وإن لم نفصل بينهما فسنقع في الأخطاء إلى ما لانهاية، فالدين قبل الصحوة، وبعد الصحوة. وختم الغذامي محاضرته بأنّ الصحوة ظرف ثقافي، يقتضي فيه الفصل بين الصحوة والتدين، فالتدين باق، والتدين لا يخص فئة وينتفي عن أخرى، كما أنّ التدين لا يُحتكر، لأنّ زمن الاحتكار انتهى ولم يعد قادراً عليه، كما أنّ الصوت المنبثق من الحشد انتهى وحل محله التعدد والتنوع.