أوضح الناقد والأكاديمي عبدالله الغذامي أن "تويتر" قد أثر في الصحوة الثقافية وأحدث فيها تغيرات كثيرة، واصفًا التحول بالحجم الضخم وغير العادي؛ لأنه انتقل من المنبر إلى تويتر، كما وكشف أن "تويتر" قد بيّن أن الناس متغيرون وليس تويتر من غيرهم، وأن مفهوم الحشد الذي كان في عصر الصحوة حسي وقوي وفزعة وانتصار ومستعد للانفجار ولا يعني الاستماع كما هو الآن، مؤكدًا بأننا الآن نحتاج الى أن نتعامل مع الحدث بما يقتضيه الحدث نفسه، ولكنه انتهى لأنه تحول اليوم إلى جمهور. كان ذلك ضمن المحاضرة التي قدمها د. عبدالله الغذامي مساء أمس بنادي أبها الأدبي تحت عنوان "ما بعد الصحوة -التعددية الثقافية-" بأدبي أبها، وقد بدأها مشيرًا الى أنه قد بنى حديثه على المنهج والمصطلح وعلى عنصر المعلومة، وليس على الاستعانة بالغير لتفسير المعلومات وهو التصرف الذي كان يقوم به جيل الصحوة ومن لم ينشقوا منها بعد، وبين الغذامي أن المتابعين لرجال الدين والفكر والثقافة ليس دليلا على أنهم تابعون ولا حشود ولا جمهور؛ ففيهم منهم معك ومنهم من هم ضدك، وهذه ظاهرة متجددة في الظرف الثقافي في الصحوة، بجانب أن الغالبية الصامتة والتي تقع تحت مظلة الصحوة تغيرت مع تويتر، ففي دقيقة وبسبب تغريدة تصبح من المنبر للحساب؛ لتناقش أي أحد سواء باسمك أو المعرف الذي تحمله دون أن تخسرك قيمتك على كافة مستوياتها، كما واعتبر الغذامي أن مصطلح "ما بعد الصحوة" لا يعني نهاية الشيء، لكنها مرحلة تحولت لبؤس آخر؛ فالصحوة كتلة زمنية انتهت ولكنها انتقلت من منظومة صفات إلى صفات أخرى. بعد ذلك تناول الغذامي في حديثه ثلاثة محاور أولها: المصطلحات ومنها: (الحد، والجمهور، والأتباع، والمتابع)، وثانيها هو الوسيلة، والتي تجمع الوسائل الحسية والجسدية وهناك يحدث التجمع الافتراضي بتغيراته، وفيما يتعلق بالمحور الثالث فقد كان متناولًا الفصل الضروري بين الصحوة والتدين، فإذا لم نستطع الفصل فسندخل في أخطاء؛ لأن الدين قبل الصحوة؛ مستشهدًا ببدايات الصحوة منذ انطلاقتها بمصر بصحوة واعية، وتشكلها في المملكة كصحوة حشود، ضاربًا مثالًا على ذلك بقيادة المرأة للسيارة والذي قوبل عام 1990 بالمعارضة عبر المنابر وأجهزة الكاسيت والمنشورات؛ إلا أنه في الوقت الحالي اختلف الوضع وأصبحت مناقشة القضايا على تويتر أمرًا ليس مرفوضًا كما هو الحال سابقًا، وأوضح الغذامي أن حملة "26 أكتوبر" تركت فكرة المظاهرة، وحرصت على الرمزية الفردية، والتراجع الذكي حتى لا ينكسر الوعي، وحقق شهر كامل من الحوار على تويتر وعيًا وحوارًا بين الأطراف في تطور نوعي للاحتجاج السلمي، مضيفًا أن تويتر أحدث فارقا ضخما في المفاهيم والحجج والحشد والغالبية الصامتة نطقت، والمناوئ أصبح في موقع الدفاع والجميع أصبح يركن للحجج، معتبرًا أن قيادة المرأة مسألة اجتماعية وليست دينية، ومن الخطأ إقحام الدين فيها، بعدها أجاب الغذامي على مداخلات الحضور الحاشدة برحابة صدر.