تحدث رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، محمد الشريف، مساء أمس، ضمن محاضرة «رؤية خادم الحرمين الشريفين في الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد»، التي أقيمت بفندق ماريوت عن الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، فذكر بأن الهيئة لا يوجد مثيل لها على مستوى العالم من حيث ارتباطها بالملك مباشرة، حيث إنه لا يوجد في أي بلد عربي هيئة ترتبط مباشرة بالملك، وهذا دليل على أن الهيئة تمارس عملها باستقلالية تامة. كما ذكر في معرض حديثه عن الهيئة بأن رسالة الهيئة هي نشر ثقافة النزاهة، وتحري حالات الفساد الإداري والمالي، وإعداد التقارير حول حالات القصور في بيئة أداء الأجهزة الحكومية. كما تحدث الشريف عن اختصاصات الهيئة، وهي متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات المتعلقة بالشأن العام، ومصالح المواطنين، بما يضمن الالتزام بها، والتحري عن أوجه الفساد الإداري والمالي في عقود الأشغال والتشغيل والصيانة وإحالة المخالفات والتجاوزات المتعلقة بالفساد المالي والإداري عند اكتشافها إلى الجهات الرقابية، أو جهات التحقيق وللهيئة الاطلاع على مجريات التحقيق، ومتابعة سير الإجراءات في هذا الشأن. وقال الشريف بأن الهيئة عملت على توفير قنوات اتصال مباشر مع الجمهور لتلقي بلاغاتهم المتعلقة بتصرفات تنطوي على فساد، والتحقق من صحتها، واتخاذ ما يلزم في شأنها. كما تحدث في المحاضرة عبد الرحمن بن أحمد العجلان، مساعد نائب رئيس الهيئة، عن اللبس الذي يحدث أحياناً بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والجهات الرقابية الأخرى، مثل هيئة التحقيق والادعاء العام، وديوان المراقبة، وأوضح أن العلاقة تكاملية، وبما يحقق تكامل الأدوار، واتساقها في سبيل تنفيذ اختصاصات كل منها. وفي مداخلته انتقد الباحث والكاتب المعروف الدكتور عبدالعزيز الدخيل أداء الهيئة، وذكر بأنها أقل من الآمال، وأقل وضوحاً، رغم بدايتها الجيدة، إلا أنها تسير إلى طريق البيروقراطية، ونراها تبدأ في التحلل والذوبان. وذكر بأن شأنها شأن أي قرار آخر، يبدأ بإثارة الشجون والأحلام لدى المواطن، وما تلبث أن تبدأ في الهبوط، إلى أن تصبح جامدة، وأنها تحتاج إلى إعادة صياغة لتكون أكثر وضوحاً، وأن تبدأ بمحاسبة المسؤول الأكبر أولاً، وليس الأصغر كما تفعل الآن، وأن تهيئ الوسائل المناسبة للبحث عن مكامن الفساد دون الاعتماد على الأجهزة الرقابية الأخرى، لأن الفساد قد يكون فيها، ولابد أن يكون للهيئة أجهزتها الاستقصائية. كما تمنى على المعنيين في الهيئة أن يطالبوا بمزيد من الدعم. حضر المحاضرة عدد كبير من المثقفين والإعلاميين، ومنهم نسبة كبيرة من الحضور لم يكونوا من ضيوف المهرجان الذي فضل أغلبهم زيارة موقع قرية الجنادرية. واتسمت المداخلات أثناء المحاضرة بالصراحة والنقد الحاد لأداء الهيئة من قبل المشاركين والحضور التي قوبلت بترحاب وتجاوب من قبل رئيس الهيئة.