أكد أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، وجوب الوقوف وقفة رجل واحد من قادة وعلماء ومسؤولين ضد من يريد زرع الفتنة وشق الصف وتشتيت الكلمة. مشيداً بالكلمة الضافية التي وجهها مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بعنوان (تبصرة وذكرى)، مشدداً على أهمية مضامين الكلمة المحذرة من الأفكار التي تسوق باسم الدين لتسترخص الأرواح وتفرق الناس من عصمة دينهم. جاء ذلك خلال استقبال أمير الرياض، المفتي أمس في مكتبه. ودعا آل الشيخ خلال اللقاء الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يقيَنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. بعد ذلك ألقى المفتي كلمة عبر اتصال مرئي للمشاركين في ورشة عمل (وسائل تنمية الفكر الإيجابي لدى الشباب وحمايته من الانحراف الفكري)، التي تقام ضمن الحملة الوطنية الشاملة لتعزيز القيم الوطنية (وطننا أمانة)، شكر في مقدمتها أمير الرياض على هذه اللقاءات وهذه الاجتماعات الطيبة التي يسعى من خلالها إلى توصية شبابنا وتوعيتهم وتحذيرهم من شرور من يريد أن يفتك بهم من دعاة الغلو والشر والفساد ودعاة الانحلال من الأخلاق والعادات. وأضاف: «بعض شبابنا يعاني أمرّين إما غلواً زائداً، أو فهماً غير سليم في الدين، ويؤدي به ذلك إلى الوقوع في المحظورات وأمور عظيم ذنبها في الدين، فيضحون بأنفسهم ويلقون بها إلى التهلكة من حيث لا يشعرون، فالله سبحانه وتعالى يقول (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)، كما يقول جل جلاله (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، هؤلاء الذين يدعون الشباب إلى الخروج هنا وهناك، لا يبالون بهم، بل يوغلون صدورهم في الشر والفساد، وهم لو أراد أبناؤهم أن يخرجوا لأبوا عليهم ذلك ومنعوهم، لكن أبناء غيرهم دماؤهم رخيصة يرخصون لهم الخروج عن طاعة والديهم وأمرائهم فيقعون في مشكلات، إما يّقتلون أو يُباعون ويكونون في ذل وهوان». وتابع قائلاً: «يأيها الشباب، اتقوا الله في أنفسكم واحذروا ممن يريد أن يهدم حياتكم ويُدخل الحزن والهم على آبائكم وأمهاتكم، فكم من أم ذرفت عينها من حزن شديد على أبنائها، وكم من أب فقد ابنه، فهذه مصيبة عظيمة، فعلى الشباب التبصر في واقعهم، واعلموا أن كل من يريد أن يجركم إلى هذه المهالك هو عدو لكم، فردوا عليه دعوته بالسؤال عن مشاركة أبنائه وإخوانه، فلن ترى منهم أحداً، فأبناء الآخرين دماؤهم رخيصة». وأردف مفتي عام المملكة يقول: «الأمر الثاني الانحراف الفكري في الأخلاق والسلوك، فيجب علينا أن نتقي الله في أنفسنا ونعلم أن هذا الانحراف شر مستطيل وبلاء عظيم وفساد ذريع، فكلما تبصر الشاب في أمره وفي واقعه أدرك أن الشر والفساد سبب لكل بلاء من أمراض خطيرة وغير ذلك، فعلى كل شاب أن يتقي الله في نفسه ويعف عما حرم الله عليه ويسعى في الإصلاح والخير». وأكد في ختام كلمته أن هذه الورشة العلمية التي تقيمها إمارة منطقة الرياض هي دعوة خيرة ببرامج نافعة. إلى ذلك، استقبل الأمير تركي بن عبدالله أمس عدداً من المفكرين والأكاديميين والشباب المشاركين في ورشة العمل. وجرى خلال الاستقبال مناقشة المحاور التي تركزت عليها الورشة، كالانحراف الفكري الذي يمثله الغلو والتكفير ومفهوم التفكير، كما تمت مناقشة مقترحات من أفكار ومشاريع استراتيجية لبناء الفكر المؤمن بالتوازن الإيجابي لدى الشباب. من جهة أخرى، استقبل أمير الرياض في مكتبه أمس عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء، الشيخ صالح بن فوزان الفوزان. وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية. كما استقبل في مكتبه رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين الدكتور محمد بن جابر يماني، وأعضاء مجلس الإدارة. اجتمع أمير الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز في مكتبه أمس بعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة المهندس إبراهيم السلطان، ونائب رئيس المركز المهندس طارق الفارس، والمختصين بهيئة تطوير الرياض. وجرى خلال الاجتماع دراسة التحويلات المرورية المصاحبة لأعمال مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في منطقة الرياض، ودراسة تسهيل الحركة المرورية في الشوارع والمناطق المحيطة بمسارات النقل العام بالإضافة إلى مناقشة سبل التواصل مع سكان مدينة الرياض لتقديم المعلومات المرورية الخاصة بالتحويلات والكثافة المرورية في المناطق المحيطة بمسارات النقل العام. حضر الاجتماع وكيل إمارة منطقة الرياض عبدالله بن مجدوع القرني.