تؤدي البيئة المدرسية دوراً هاماً في العملية التعليمية، ونقصد بالبيئة المدرسية كل الأمور التي تحيط بالطالب، وينعكس حسن هذه البيئة وانتظامها إيجاباً على الطالب وسلوكه، كما يؤدي سوؤها إلى نتائج سلبية في سلوك الطالب. ورغم الدور المهم للبيئة المدرسية، فإن الواقع يؤكد أنها غير صالحة في كثير من مدارسنا الحكومية من حيث تكدس الطلاب، فيصل عددهم إلى أربعين طالباً في فصل واحد!ومن هذه البيئة غير الصالحة أيضاً تلك الكتابات التي نشاهدها على جدران الفصول والتي تذكرنا بالكتابات على جدران السجون! وهذه المخلفات والنفايات التي تحيط ملاعب كرة القدم في بعض المدارس! وأرى أن الجميع مسؤولون عن هذه السلبيات، سواء أولئك الذين لا يطبقون النظام في الإدارات المدرسية، أو الطلاب أنفسهم، وهنا أتساءل: كيف يتمكن الطالب من الاستيعاب في فصل متخم بالطلبة؟ ووسط طاولات مبعثرة وطلاب منتثرين حينما تراهم فإنك لن تتذكر سوى زحام شوارع الرياض؟! ثم إن زمن الحصة 45 دقيقة، وفي وجود أربعين طالبا، نجد أن المعلم لو أراد أن يسأل كل طالب سؤالاً وأمهله دقيقة لمضى الوقت وتبقت 5 دقائق، فكيف تتم الاستفادة في ظل هذا العدد؟ وكيف للمعلم أن يراعي الفروق الفردية بين الطلاب وسط هذا الزحام؟ إن المدرسة هي مرآة المستقبل، فنحن نرى فيها مستقبل أبنائنا، وإذا صلحت المدرسة وبيئتها التعليمية فإننا نتنبأ بمستقبل واعد، فهل سيكون هناك مستقبل واعد في ظل هذه البيئة؟!