“من أضاع هيبة المعلم؟ ومن المتسبب فيما يتعرض له من اعتداءات وتهديدات تصل إلى القتل؟ لماذا لم يعد هناك احترام للرسالة التي يقدمها؟”.. ثلاثة أسئلة مهمة وجوهرية طرحها عبدالله الأسمري (31 عاما) ولي أمر طالب في المرحلة الابتدائية تعليقا على ما يتعرض له المعلمون من اعتداءات على أيدي الطلبة.. واستطرد: “باتت أخبار الاعتداء عليهم وضربهم وتهشيم مركباتهم تتصدر أخبار الحوادث في الصحف اليومية، وكأن الأمر عادي، ويجب على وزارة التربية والتعليم الوقوف إلى جانب منسوبيها وإنصافهم”. ترهيب بالسلاح الأسبوع الماضي في ثانوية كود بمركز تندحة بمحافظة خميس مشيط، انضم معلم التربية الإسلامية إلى عشرات الضحايا، حيث تعرض لإطلاق نار أثناء قيامه وطلابه بنشاط لا صفي في الفترة المسائية على يد طالبين بادراه بطلقات نارية في محاولة لترهيبه وزملائه دون إيذائهم، وبعد التقصي تمكن المعلم من معرفة مطلقي النار، وهما طالبان في الثاني والثالث الثانوي، واستدعيا إلى قسم الشرطة، وحرر محضر بالواقعة، وحُبس الطالبان على ذمة التحقيق. المدرسة الثانوية ذاتها تعرضت في وقت سابق لحوادث إطلاق نار أبرزها العام الماضي؛ حيث لا تزال آثار الرصاص على أبواب المدرسة، فيما تعرض مجموعة من المعلمين لتهشيم مركباتهم والعبث بمحتوياتها، كما تعرضت مكتبة المدرسة العام الماضي لمحاولة إحراق كما تعرض بعض أثاثها للتكسير والإتلاف، وطال عبث بعض الطلاب الفصول الدراسية وجدرانها ومقاعدها، كما يُعثر بين الحين والآخر على عدد من الأسلحة البيضاء مع الطلاب أثناء عمليات التفتيش وشرائح للجوال تباع بواسطة الطلاب وغيرها الكثير من المخالفات. تجاوزات خطيرة وأوضح المعلم فهد الشهراني عضو لجنة السلوك في ثانوية كود أن قضايا الطلاب متعددة، منها الاعتداء على المعلمين، وتكسير زجاج سياراتهم، وإتلاف أثاث المدرسة، والعثور على بعض الأسلحة البيضاء مع الطلاب، كما أن هناك عدة قضايا حول تهديد المعلمين، وتم ضبط بعض الطلاب يصورون المعلمين في الفصول وغيرها، كما عثر على بقايا أكياس مادة الشمة داخل دورات المياه بعد خروج الطلاب من المدرسة، وقال الشهراني إنه يتم على الفور اجتماع لجنة السلوك داخل المدرسة ويتم تطبيق لائحة السلوك على الطلاب المخالفين، كما يتم إشعار أولياء أمورهم بما يحدث. فتوّات وأضاف طالب “فضل عدم ذكر اسمه ورمز له ب(م. ع)”: “إننا نعاني مشكلة كبيرة داخل المدرسة وهي بيع (التنباك) داخلها، كما أن أغلب الطلاب لا يأتون إلى المدرسة بغرض التعلم بل ل(الوناسة) وتوسيع الخاطر وتمضية الوقت، إن من بين ما يتفاخر به الطلاب بالفصل اعتداءهم على المعلمين وإبراز الحدث بين الطلاب ومحاولة عمل (فتوة) داخل الفصل والمدرسة بل يحاول بعضهم لفت الانتباه إليه عن طريق افتعال المشاكل ومحاولة الاعتداء على المعلمين أو تهديدهم”. وأكد أن المدرسة تعاني إثارة النعرات القبلية بين الطلاب وافتعال المشاكل والمضاربات داخل الفصول أو بعد انتهاء اليوم الدراسي أو عند بداية اليوم الدراسي؛ فهناك بعض المشاكل التي ترتكب خارج أسوار المدرسة ويتم تصفية الحسابات فيها داخل فناء المدرسة أو أمامها بعد خروج الطلاب. التعاون مطلب وطالب الدكتور عبدالرحمن الفصيل المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة عسير للبنين بضرورة تكاتف الجميع (الأسرة والمدرسة والجهات الرسمية)؛ للقضاء على الظواهر السلبية التي تحدث داخل المدارس، وأشار إلى أنه آسف جدا لكل ما يحدث، خصوصا إطلاق النار وتهشيم السيارات وتعاطي المخدرات، وطالب المدارس بالحزم مع هؤلاء الطلبة وعدم التستر على أفعالهم. وحول قضية الاعتداء على معلم التربية الإسلامية قال: “رُصد الطالبان مطلقا النار، وسلما للجهات الرسمية التي ستتابع عملها في هذا الشأن”. يذكر أن (تعليم الطائف) أوقف الأسبوع الماضي طالبا عن الدراسة عاما كاملا وتم إبعاده عن المدرسة التي يتلقى فيها تعليمه؛ عملا بقوانين الوزارة؛ بسبب إحضاره مسدسا إلى المدرسة قيل إنه من أجل تخويف أحد زملائه.