ثمَّنت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الدعم المادي المقدَّم من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بواقع 100 مليون دولار، عادَّةً هذا الدعم تعبيراً عن رسالة الإسلام الخالدة التي قضت بالعدل بين الناس ورغَّبت في الإحسان إلى الخلق ونشرت قيم التسامح والتعاون على كل خير والتصدي للمتطرفين من كل الأديان والدول. وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، إن دعم خادم الحرمين الشريفين يعبر عن موقف المملكة الراسخ الذي يتجاوز السياسات والمحاور وحالات الاستقطاب السائدة في عالم اليوم، ويرتكز على ما قامت عليه المملكة في قيمها وسياساتها النابعة من الشريعة الإسلامية التي جاءت رحمة للعالمين. وأضاف الماجد، في تصريح صحفي أمس، أن هيئة كبار العلماء كانت وما زالت منذ تأسيسها وإلى أوج حاضرها تحذِّر من قضيتين خطيرتين على واقع العالم الإسلامي ومستقبله والعالم أجمع، وهما: قضية الإرهاب وقضية التكفير، حيث حذَّرت من الإرهاب، قبل أن يتعاظم خطره، في عام 1409ه وطالبت بإيقاع العقوبة على من يثبت عليه ذلك. وأوضح أن الأمانة أفادت في بيانها المؤرخ في 1419/4/6ه بالخطر العظيم الناجم عن التسرع في التكفير، وذكرت مآلاته الشنيعة من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال الخاصة والعامة وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت. وبيَّن الماجد أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ، وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي لا علاقة له بالإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أن صاحب هذه الأفكار المنحرفة والعقيدة الضالة يحمل إثمه وجرمه، فلا يحتسب عمله على الإسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام المعتصمين بالكتاب والسنة المستمسكين بحبل الله المتين، وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة. وذكر أن هيئة كبار العلماء أفتت في قرارها (239) المؤرخ في27 / 4 / 1431 ه بتحريم وتجريم تمويل الإرهاب أو الشروع فيه سواء بتوفير الأموال أو جمعها أو المشاركة في ذلك بأي وسيلة كانت سواء في أصول مالية أو غير مالية، وسواء كانت مصادر الأموال مشروعة أو غير مشروعة. ولفت الأمين العام لهيئة كبار العلماء النظر إلى أن كل هذه الخطوات تؤكد موقف المملكة الراسخ من قضايا الإرهاب الذي يتهدد العالم اليوم ويؤثر على استقراره ومستقبله، ما دعا المملكة إلى أن تؤسس هذا المركز الدولي وتحشد له الدعم المادي والمعنوي.