في ظل غياب مصادر الفرح والبهجة، لا دور سينما، ولا مسرح، ولا صالات للموسيقى، من الأكيد أن القرار الملكي بإنشاء 11 ملعباً رياضياً يأتي في الاتجاه الصحيح. ولكن من المهم أيضاً مع هذه الالتفاتة أن نهتم بإنشاء المسارح والمتاحف ودور السينما والأوبرا والصالات الثقافية والفنية لنربي جيلاً ثقافياً رادعاً للفكر الداعشي المتطرف الذي يحرّم كل هذا، ويؤسس معه لكراهية الحياة وبغض الفرح. إن أرقام الإحصاءات التي تطالعنا بها الصحف تؤكد أن ضمن الدواعش في العراق وسوريا عدد من أبنائنا، وعلى مدى أكثر من ثلاثين سنة والتيار القاعدي كان يكبر كغدة سرطانية في جسد وطننا، ونحن نواجههم بالمناصحة والإرشاد والتبيين مثلهم مثل ابن ضال نحاول أن نعيده للبيت، ولكن بعضهم لم يتغيّروا بالإحسان، ولم يتبدلوا بالمناصحة، بل ذهبوا لمنطقة أكثر تطرّفاً فابتكروا داعشيتهم، وأخذوا نساءهم وأطفالهم معهم. هنالك جهتان مهمتان جداً في صناعة الفكر المتطرف: المسجد، والمدرسة. فإذا استطعنا فعلاً التركيز على هذين المصنعين، فنحن أمام مشروع كبير لجيل وطني مختلف يتوقف عن النظر لنفسه على أساس أنه المسلم الوحيد في الكون، وأنه حامل مفاتيح الجنة. قبل أيام عاتب الملك المشايخَ، واتهمهم بالكسل، وهو محق في ذلك، فما يجري على الأمة من ويلات داعشية لا يمكن أن يواجه بصمتهم السلبي. ولكن المشايخ لوحدهم يد واحدة لا تصفق، إذ لا بد أن يلتفت معالي وزير التعليم سمو الأمير خالد الفيصل -وهو الشاعر والفنان- لمناهجنا التعليمية، ويغربلها، وينقحها، ويدفع بتطويرها ليدخل فيها المنطق والفلسفة والمسرح والموسيقى، هذا إن أردنا فعلاً أن نصفق بيدينا الاثنتين في وجه داعش.