أفادت مصادر أمنية عراقية ومسؤول محلي بأن مقاتلي تنظيم «داعش» يحتشدون قرب بلدة قرة تبة الواقعة على بعد 122 كيلومتراً إلى الشمال من بغداد في محاولة فيما يبدو لتوسيع جبهة القتال مع قوات البشمركة الكردية. وتوغَّل مقاتلو «داعش» شمالاً حتى موقع قريب من أربيل عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل. ويشير التحرك حول قرة تبة إلى سعي مقاتلي التنظيم إلى السيطرة على مزيد من الأراضي القريبة من العاصمة بعد أن أعيق تقدمهم في تلك المنطقة. وقال أحد المصادر الأمنية «تحشد داعش مقاتليها بالقرب من قرة تبة، ويبدو أنهم سيوسعون جبهة قتالهم مع المقاتلين الأكراد». ويستخدم «داعش» أنفاقاً حفرها نظام صدام حسين في التسعينيات من القرن الماضي لنقل المقاتلين والأسلحة والمؤن سرَّاً من معاقل التنظيم في غرب العراق إلى بلدات تقع إلى الجنوب من بغداد. وهدد التنظيم الذي يضم مقاتلين عراقيين وعرباً وأجانب بالزحف إلى بغداد. في سياقٍ متصل، قال محافظ الأنبار، التي تعد معقلاً للعرب السنة، أمس، إنه طلب مساعدة الولاياتالمتحدة للتصدي لمتشددي «داعش» لأن معارضي التنظيم قد لا يقدرون على حرب طويلة. وقال أحمد خلف الدليمي إن مطالبه التي نقلها خلال عدد من الاجتماعات مع دبلوماسيين أمريكيين ومع ضابط كبير تضمنت دعماً جوياً ضد المتشددين الذين يسيطرون على جزء كبير من الأنبار وشمال البلاد، مضيفاً أن الأمريكيين وعدوا بمساعدته. وأوضح «هدفنا الرئيس هو الإسناد الجوي، التكنولوجيا التي يمتلكونها ستوفر لنا معلومات استخبارية ومراقبة للصحراء وأموراً أخرى نحن بحاجة إليها». وتابع قائلاً «لم يُحدَّد تاريخ لذلك، ولكن قريباً جداً سيكون هنالك وجود للأمريكان في الصحراء الغربية»، ولم يتسنَّ على الفور الحصول على تعليق من مسؤولين أمريكيين. وأثار التقدم السريع لتنظيم «داعش» في أنحاء شمال العراق حتى الحدود مع إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، انزعاج بغداد، وأدى إلى أول ضربات جوية أمريكية للعراق منذ أن سحبت الولاياتالمتحدة قواتها في عام 2011. والتدخل الأمريكي في الأنبار موضوع أكثر حساسية، فالمنطقة كانت معادية بشدة للاحتلال الأمريكي وكان الجميع فيها يحمل السلاح ضد الأمريكيين. وشنت الولاياتالمتحدة أكبر هجوم إبان احتلالها العراق ضد تشكيلة من المتشددين الإسلاميين في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، حيث واجه جنودها واحدة من أشرس المعارك منذ حرب فيتنام. وتمكن الجيش الأمريكي في وقتٍ لاحق من إقناع بعض الخصوم السنة بالانقلاب على تنظيم القاعدة. ونجحت الاستراتيحية لبعض الوقت لكن السياسة الطائفية لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، أدت إلى نفور كثير من السنة واستثمر تنظيم «داعش» التوترات الطائفية للسيطرة على مدن سنية رئيسة مثل الفلوجة والرمادي.