بدأت قوات داعش بالعراق، في الاستفادة من أنفاق سرية كان قد بناها صدام حسين؛ بهدف الاقتراب من بغداد، وذلك بمساعدة رجال قبائل على معرفة بطبيعة المنطقة. وكشفت مجلة نيوزويك، في تقرير نشرته أمس الإثنين، نقلًا عن شهادات رجال استخبارات وأمن عراقيين، عن أن مسؤولين عراقيين أمنيين يُبدون مخاوف أكبر، من حملة شنّها تنظيم الدولة في مناطق ريفية، على مقربة من جنوب العاصمة العراقية، وهي منطقة وادي الفرات، التي أطلقت عليها القوات الأمريكية ذات يوم اسم "مثلث الموت". وفي سياق متصل، أوضحت الصحيفة أن مقاتلي داعش بدأوا منذ عدة أسابيع، في نقل المقاتلين والأسلحة والمؤن من معاقلهم غرب العراق، نحو بلدة جرف الصخر، على مسافة 60 كيلومترًا جنوببغداد، وذلك عبر أنفاق سرية في الصحراء، كان قد بناها صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي؛ لإخفاء الأسلحة عن أعين مفتشي الأممالمتحدة، فيما تحولت إلى مخابئ يلجأ إليها المقاتلون؛ تجنُّبًا لهجمات المروحيات العسكرية، بحسب الصحيفة. ووصفت الصحيفة المدن الواقعة جنوببغداد بأنها مناطق تحفل بخضرة غنَّاء، وحقول ترويها مياه الفرات، ويقطنها مزيج من السًّنة والشيعة، وقد شهدت أحداثَ عنف إبان الاحتلال الأمريكي للعراق، لكن المنطقة، بقنواتها ومستنقعاتها وخضرتها الكثيفة، تشكل مخابئ مثالية بالنسبة للإرهابيين. ولفتت إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن عدد مقاتلي داعش يربو على أكثر من 3000 مقاتل، بالإضافة لحوالي 20 ألف مقاتل تطوعوا للقتال إلى جانب الجهاديين، ورغم ذلك فإن استخباراتيين عراقيين يؤكدون صعوبة الاستيلاء على بغداد؛ نظرًا لوجود آلاف من قوات النخبة، فضلًا عن عدد كبير من مقاتلي الميليشيا الشيعية المتمركزين في العاصمة العراقية. من جانبه، قال فلاح الراضي، رئيس مجلس أمني في مدينة الحلة، جنوببغداد: "قلنا للحكومة بأن عمليات عسكرية عاجلة شيء ضروري، من أجل منع تنظيم الدولة من السيطرة على مزيد من البلدات جنوببغداد، وإلا فإن مقاتلي داعش سيقتربون أكثر وأكثر من العاصمة". ومن جهتها، أشارت صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية، إلى أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أمر قواته الجوية لأول مرة، بعد اقتراب داعش من شمال بغداد، بدعم قوات البشمركة الكردية في قتال التنظيم الإرهابي، في الوقت الذي تمكَّن فيه مقاتلو التنظيم وقبل يومين من إلحاق هزيمة بالبشمركة، وطردهم من 3 بلدات كردية، والاستيلاء على سد الموصل، وهو الأكبر في العراق. يُذكر أن تنظيم داعش أصبح يمثل الخطر الأكبر على العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، وحقق تقدمًا كبيرًا في شمال البلاد، ووصل إلى سد رئيس، وسيطَّر على خامس حقل نفطي و3 بلدات أخرى، بعد طرده قوات أمنية خارج منطقة كردستان العراقية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: "داعش" يستخدم أنفاق "صدام" السرية لاحتلال بغداد